تفاعل المعلمون والمعلمات كافة في مناطق ومحافظات السعودية مع قصة الطفلة "لانا"، التي أنقذتها عناية الله من الموت تسمماً من إحدى الوجبات، ثم يقظة المعلمة "مصباح بنت عواض الثبيتي" من منسوبات الروضة الحادية عشرة بالطائف، فيما تناقلت القنوات الفضائية والصحف الإلكترونية المحلية والعربية هذا الحدث الذي انفردت بنشره "سبق"، باعتباره بطولة يجب أن تكرَّم عليها المعلمة تكريماً مادياً ومعنوياً على مستوى السعودية، ومعاملتها معاملة أبطال الوطن، وخصوصاً من إدارة التربية والتعليم بالطائف، التي ما زالت صامتة أمام الحدث، وكأنه لا يعنيها. وتساءل البعض: "ماذا لو أن هذه المعلمة لم تنتبه لما أكلته الطفلة؟ ولم يتم إسعاف الطفلة في الوقت المناسب؟ وماذا لو توفيت الطفلة تسمماً؟ ألن يطول هذه المعلمة والروضة العقاب القانوني الصارم من الجهات كافة؟ لماذا تعودنا أن نعزز مبدأ العقاب ونهمل الثواب؟ ولماذا لا يكون هناك عدل فننصف من يجيد ويكون على قدر الأمانة بالقدر نفسه الذي نتعامل به لو أنه فرط وأساء واستحق العقاب؟".
واستغلت معلمات السعودية الفرصة لمطالبة وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، عبر تغريداتهن، بفتح حضانات تابعة لمدارسهن بأسرع وقت، مبينات أنه "كثيراً ما تضطر الأم العاملة للعمل رغم الضغوط النفسية، ورغم طول فترة العمل، التي نحتاج لتقليصها حتى لا ينتهي نصف يومنا ونحن خارج منازلنا!". وقلن: "وفوق هذا نحن الملامات والمجرمات حين يمس أطفالنا سوء من جراء عنف الخادمات كما حدث في قصة الطفلة (لانا الزهراني)، حين ألقوا باللوم على والدتها وهم لا يعلمون أن الأم هي التي أعدت وجبة طفلتها، ولكن إجرام الخادمة سمح لها بأن تغافل الأم لتخرج الساندويتش وتملأه بالسم للتخلص من طفلة، كل ذنبها أن والدتها خرجت لتؤدي رسالتها وواجبها نحو الوطن وأبنائه".
وكانت معلمة بإحدى الروضات الحكومية في الطائف قد كشفت صباح يوم الأربعاء الماضي عن مادة سمية، يحتمل أن تكون "مبيداً حشرياً" مختلطة مع البيض في ساندويتش الطفلة، قبل أن تهم الأخيرة بتناوله في إفطارها، فيما سارعت بعد تناثر كمية من البودرة البيضاء منه بسحبه من الطفلة وإنقاذها، ومن ثم جرى إبلاغ إدارة الروضة ومنها لوالدي الطفلة، وكُشف عن أن الخادمة هي من وضعته بهدف قتل الطفلة.
وتم الاتصال بوالدي الطفلة، ومن ثم جرى نقل الطفلة إلى المستشفى وإجراء غسيل معدة لها، وهي الآن بصحة جيدة - ولله الحمد - إذ كُشف أن من كان وراء ذلك العمل الانتقامي هو الخادمة التي تعمل لدى الأسرة، وهي من جنسية إندونيسية.
وما زالت أسرة الطفلة تعيش صدمة استيعاب ما حدث من خادمة قضت ما يقارب ثماني سنوات بخدمتهم، وهي تحب الأطفال وتعاملهم معاملة الأم لا الخادمة، في حين اعترفت الخادمة بأن لها محاولات عدة لقتل الطفلة وسط استغراب الجميع، وأنها كانت قد حاولت أن تشربها مادة الكلوروكس.