كشفت دراسة أكاديمية أعدَّها رئيس قسم الوسائط المتعدد في كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام، الدكتور خالد بن فيصل الفرم، قدمها في ندوة التوعية الصحية المُنْعقدة في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، برعاية وزير الصحة المكلف الدكتور عادل فقيه، عن افتقار المنظومة الصحية في المملكة بجناحيها العام والخاص لأي إستراتيجية صحية متماسكة حيال مواجهة الأمراض والأوبئة. وأرجع الدكتور الفرم السبب في ذلك إلى ضعف استخدام المدن الطبية ومستشفياتها الحكومية لمنظومةٍ اتصاليةٍ حديثة للتوعية وتعزيز الثقافة الصحية والطب الوقائي؛ ما يعني التفريط بتوظيف الشبكات الاتصالية الفاعلة لمكافحة انتشار الأمراض؛ مثل مرض كورونا؛ ما يُعَزِّزُ حجم الخسائر الوطنية وتَفَاقُمها.
وكشفت الدراسة أن 60% من المدن الطبية بمدينة الرياض لم تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي في التوعية حيال مرض كورونا، وأن 73% من المدن الطبية بمدينة الرياض ومستشفياتها الحكومية لم تتمكَّن من المساهمة في التوعية الصحية؛ لعدم امتلاكها منصَّاتٍ على شبكات التواصل الاجتماعي "يوتيوب- فيسبوك- تويتر"؛ حيث شملت الدراسة المدن الطبية في مدينة الرياض والمستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة، والحرس الوطني، ووزارة الدفاع، ووزارة الداخلية.
وأوضح الفرم أن غياب المدن الطبية والمستشفيات الحكومية وتجاهل استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في التوعية الصحية؛ يُعَدُّ خَلَلًا كبيرًا في برامج التوعية الوطنية المتخصصة، ويفضي إلى خسائر حادَّة بالمعنى الوطني، ولاسيما مع انتشار شبكتي فيسبوك وتويتر الواسعتين؛ حيث وصل عدد مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي ''فيسبوك'' في المملكة العربية السعودية إلى 7.8 ملايين شخص، كما بلغت نسبة انتشار "تويتر" بين مستخدمي الإنترنت في السعودية الأعلى في العالم؛ إذ تبلغ 40%، مع معدل نمو سنوي يصل إلى 45%؛ حيث يبلغ عدد مستخدمي هذا الموقع في المملكة نحو 7 ملايين مستخدم؛ مما يستدعي من المؤسسات الصحية استخدام تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي في إستراتيجيات التوعية الصحية كجزء من عملية التثقيف والتوعية الصحية، وتطبيق تكنولوجيا التواصل والعلاقات العامة، وخاصة في فترة انتشار الأوبئة والأمراض المعدية؛ مثل مرض كورونا .
وطالب الباحث بضرورة تصميم إستراتيجية توعوية صحية وطنية، تسهم فيها كافة مكونات المنظومة الصحية، من القطاعات الحكومية المختلفة، وكذلك من قبل القطاع الصحي الخاص، وأهمية قيام المدن الطبية والمستشفيات الكبرى؛ بتأسيس منظومة اتصالية حديثة، والقيام بدورها الوطني حيال التوعية الصحية واستخدام شبكات الإعلام الجديد في التواصل مع مكونات المجتمع.