شرح الدكتور عبدالله الربيعة، وزير الصحة الآليات التي اتخذتها الوزارة للوصول إلى هذه النتيجة قائلا «مع اقتراب موسم الحج زادت مخاوف البعض من انتشار الفيروس، وهنا كان دور وزارة الصحة بالتعاون مع وسائل الإعلام في بث الطمأنينة في حال كان الخطر محدودا أو رفع درجة الاستعداد في حال وجود مخاطر محتملة فترة الحج» ، وذلك بعد إشادة منظمة الصحة العالمية بالخدمات الصحية التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام . وأوضحت لجنة الطوارئ المعنية بفيروس كورونا، أن الفيروس لازال محدودا ولا يشكل خطرا على الجميع، ودعت وزارة دول العالم وخبراء واستشاريين ومتخصصين من المنظمات والهيئات الصحية الدولية للمشاركة في المؤتمر العالمي الثاني لطب الحشود والذي عقد في الرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين خلال الفترة من 15-17/11/1434ه حيث تم استعراض تجارب الدول في مجال طب الحشود وكيفية التعامل مع الفيروس ومستجدات الوضع محليا وإقليميا ودوليا، وتمت مراجعة بروتوكولات التعامل مع المرض من الناحية الوقائية والعلاجية والتشخيصية، وصدرت عن المؤتمر توصيات تعزز وتؤكد التوصيات العلمية التي وضعتها المملكة في التعامل مع الفيروس والاشتراطات الخاصة بحج عام 1434ه. وواصل الوزير «ورغبة من الحكومة السعودية في زيادة التأكد والاطمئنان من الترصد الوبائي المهني فقد استمرت بتطبيق سحب الفحوصات المخبرية على مدار الساعة من كل حالة اشتباه واستمرت في رصد متمكن لحالات الالتهابات التنفسية بكافة أنواعها، كما قامت بنشر فرق ميدانية في المستشفيات وعمل جولات ميدانية على مدار الساعة على كافة المرضى في أقسام العنايات المركزة والحالات المنومة في المستشفيات، ولم تكتف الوزارة بذلك بل قامت بتكليف نخبة من الاستشاريين في مجال الأمراض المعدية في كافة المستشفيات بالعمل على مراقبة الحالات». خطة محكمة من جهته، قال وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش، إن الوزارة اتبعت خطة محكمة للتعامل مع فيروس كورونا الجديد تتلخص في الرصد المستمر لحالات الالتهاب الرئوي غير النمطي والإبلاغ عنها فورا إلى منسقي الصحة العامة والأمراض المعدية في المناطق الصحية ومن ثم إرسال العينات إلى المختبرات الإقليمية، وعند ثبوت إيجابية العينة يتم حصر المخالطين داخل وخارج المنشآت الصحية وإجراء الفحوصات اللازمة لهم. كما تعمل الوزارة من خلال منسقي مكافحة العدوى في المنشآت الصحية على تطبيق إجراءات العزل للحالات الإيجابية والمشتبهة ووسائل الحماية الشخصية للزوار والعاملين الصحيين وفقا لتوصيات اللجان الوطنية ومنظمة الصحة العالمية. كما أجريت أبحاث علمية مكثفة عن النمط الوبائي للفيروس وخصائصه الجينية وإيجاد وسائل علاجية جديدة وكذلك عن علاقته بالبيئة. وأضاف الدكتور زياد ميمش «مع استمرار المراقبة الوبائية للأمراض محليا وإقليميا ودوليا تم تطبيق الاشتراطات الصحية وتعميمها على 165 دولة إسلامية وصديقة عبر سفارات خادم الحرمين الشريفين في هذه الدول، كما تم تفعيل دور المركز السعودي الدولي لطب الحشود في أعمال الحج الذي اعتمد كمركز دولي متخصص في طب الحشود لما للمملكة العربية السعودية من خبرات متراكمة في التعامل مع طب الحشود خلال عقود من الزمن، وعلاوة على تطبيق هذه الاشتراطات قامت وزارة الصحة بأخذ مسوحات مخبرية بأسلوب العينات العشوائية من جميع الجنسيات تناسبت هذه العينات مع العدد الكلي للحجاج الوافدين من كل دولة». كما أدركت الوزارة أن حجم الترصد الوبائي المستمر يتطلب خبرات وإمكانيات وتجهيزات تواكب جم المسوحات المسحوبة من المستفيدين فقامت بتجهيز مختبر في المدينةالمنورة وآخر في مستشفى منى الوادي بمنطقة المشاعر وعملت على تدريب الكفاءات الوطنية والمتخصصة على هذه التقنية لتتمكن من الإسراع في النتائج المعتمدة وسرعة اتخاذ القرارات المهنية في التشخيص والعلاج. إجراءات صحية وفي ذات السياق شددت وزارة الصحة إجراءاتها في المنافذ وخصصت فرقا طبية متخصصة لمتابعة جميع الحجاج القادمين عبر المنافذ المختلفة (البرية، الجوية، البحرية) لفحص وإعطاء الحجاج اللقاحات التحصينية والتأكد من تطبيق الاشتراطات الصحية التي أرسلت لكافة الدول المعنية والتي تعمل بإذن الله على نشر السلامة الصحية وعدم انتشار أي مرض وبائي بينهم. وأكد ميمش أن تعزيز الصحة وبث السلوكيات الإيجابية كان انطلاقا من شفافية الوزارة مع المواطنين والمجتمع المحلي والدولي أجمع ووسائل الإعلام، حيث دأبت منذ تشخيص أول حالة مصابة بفيروس (كورونا النمطي) الجديد الذي ينتمي إلى فصيلة (فيروس كورونا) إلى إطلاع الجميع بكل مهنية وشفافية، واستمرت تبادر بنشر كل الحالات التي يتم تأكيد تشخيصها. حيث أطلقت الوزارة خطة توعوية شاملة من عدة مراحل شملت في مرحلتها الأولى إطلاق صفحة إلكترونية للتعريف بمرض فيروس كورونا الجديد وتضمينها كافة المستجدات الخاصة به إضافة إلى استخدام كافة وسائل الاتصال الجماهيرية ممثلة بالتلفزيون والإذاعة والصحف، وتهدف الوزارة من هذه الخطوات إلى التعريف بالمرض، وتزويد المجتمع والمعنيين بالمستجدات المتعلقة به وطرق الوقاية المحتملة. واشتملت الصفحة الإلكترونية في مرحلتها الثانية التي أطلقتها الوزارة في موقعها الرسمي (www.moh.gov.sa) على عداد رقمي وخارطة توضح إجمالي الإصابات في المملكة ومواقع الإصابة وذلك أسوة بما يتم في كافة الدول المتقدمة في حالات تفشي الأمراض. كما تشمل نبذة عن فيروس كورونا الجديد، والأسئلة الشائعة عن المرض والبيانات الإعلامية، والأخبار الصحفية، وروابط الفيديو، ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع المهمة مثل منظمة الصحة العالمية وغيرها. كما سخرت وزارة الصحة تقنيات الاتصال الحديثة وفي مقدمتها الشبكة العنكبوتية واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة «تويتر» و«فيسبوك» وموقع الوزارة على الشبكة العنكبوتية (www.moh.gov.sa)، وساند تلك المجموعة من الأنشطة التوعوية مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية والرقم المجاني للإجابة عن الاستفسارات (8002494444)، بالإضافة إلى المؤتمرات الصحفية التي دعي إليها رجال الإعلام والصحافة والقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية. وستستمر الوزارة في التوعية الصحية وتكثيفها في الوسائل كافة وفقا لتطورات الوضع، مستلهمة في ذلك أدبيات وسياسات الحملات التوعية الصحية وتطور الموقف. كما تضمنت هذه المرحلة تجهيز وطباعة مطويات تعريفية بالمرض وطرق الوقاية منه، وأيضا تجهيز وطباعة لوحات إرشادية رول أب للاستفادة منها في المنشآت الصحية ومواقع التجمعات والمطارات. كما تنص الخطة على استخدام الإعلانات والومضات التوعوية في القنوات التلفزيونية والإذاعة، إضافة إلى نشر إعلانات توعوية في عدد من الصحف ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. يذكر أن منظمة الصحة العالمية وصفت في تقرير صدر عنها وبثته عبر الموقع الرسمي لها على شبكة الإنترنت وتناقلته وكالات الأنباء، الخدمات الصحية المقدمة للحجاج ب«المنظومة الصحية الشاملة والمتكاملة»، مؤكدة أن المملكة واجهت وتجاوزت تحديا كبيرا فيما يتعلق بالرعاية الصحية لاستقبال ملايين الحجاج في فترة قصيرة.