فوجئ أطباء مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة، صباح أمس، بشاب سعودي يحمل طفله الذي لم يزد عمره على العام وثلاثة أشهر، وبرفقته صورة أشعة تشير إلى وجود إبرة طبية داخل رئة الطفل، مطالباً الأطباء بسرعة التدخل وإنقاذ فلذة كبده، بعد أن فشل مستشفى ينبع في استخراجها. وعلى الفور اجتمع نخبة من استشاريي الجراحة وقرروا إدخال الطفل لغرفة العمليات، بعد أن شرحوا لوالده أنهم سيحاولون أولاً استخراجها عبر المنظار، وإن فشلوا سيضطرون للتدخل الجراحي، ولكن مع دعوات الوالدين نجحوا في المحاولة الأولى في استخراجها، حيث أذهلتهم المفاجأة عندما علموا أن الإبرة طبية.
نبيل اللهاوي والد الطفل قال ل"سبق" متحدثاً عما حدث: كانت ولادة طفلي مبكرة بعد إكماله سبعة أشهر، وتم إدخاله في حضانة متخصصة للأطفال الخدج بمستشفى ينبع العام، ومكث قرابة الشهرين، حيث كان تنفسه صناعياً في البداية، ثم اضطروا إلى إدخال أنبوب حتى الرئة لمدّها بالأوكسجين، وهو ما تسبب فيما يبدو في دخول الإبرة إلى رئته دون أن ينتبه أحد، في إهمال طبي لا يُغتفر.
وأضاف: أخرجنا الطفل للمنزل وكانت حالته الصحية جيدة ولم يشكُ إلا من ضيق في التنفس في بعض الأحيان، واستمرّ الحال لمدة تزيد على العام، حتى أصيب هو وشقيقته التي تكبره بالتهاب رئوي حاد منذ أسبوع، ونقلناهما إلى مستشفى ينبع العام، حيث تم تنويمهما لتطور حالتهما، وطلب الطبيب إجراء أشعة للصدر، وكانت المفاجأة عندما ظهرت إبرة بطول يصل إلى 4 سم تقريباً، في رئة الطفل. وأردف: بعد ظهور الإبرة تجمّع على الفور عدد من الاستشاريين الذين أجمعوا على عدم قدرتهم على التدخل الجراحي، وأبلغوني بأن بقاء الإبرة لن يؤثر على ابني، وخاطبوا إحدى المستشفيات المتخصصة في المدينةالمنورة ولم يصل الرد إلا بعد أربعة أيام يفيد بضرورة تحويل المريض إليهم لاستخراج الإبرة.
وتابع "اللهاوي": أخرجت الطفل واتجهت إلى مستشفى الملك فهد العسكري بجدة، حيث أجريت له العملية العاجلة.
"اللهاوي" أكد أنه سيقاضي المستشفى المتسبب في هذا الخطأ الطبي الشنيع، مشيراً إلى أن ما حدث لا يمكن السكوت عنه مطلقاً.