كاد خطأ طبي يقضى على طفلة (4 سنوات)، وذلك عندما ابتلعت غطاء قلم بلاستيكي، لتنقل من قبل أحد أقاربها إلى مستشفى المجاردة العام، حيث طلب الطبيب المناوب مراجعة عيادة الأنف والحنجرة، وفي صباح اليوم التالي، أجريت للطفلة أشعة عادية، وأكد الطبيب المختص أن الطفلة لا تعاني أي حالة مرضية، ووصف لها دواء عبارة عن مضاد حيوي. وبعد ساعة من خروجها من المستشفى تطورت حالتها المرضية، ونقلت على عجل إلى المستشفى ذاته، ليؤكد مدير المستشفى وأحد الاستشاريين والطبيب المناوب من جديد أن الطفلة لا تعاني أي حالة مرضية. واضطر والد الطفلة "غدي" إلى نقلها لمستشفى عسير المركزي بسيارته الخاصة بعدما رفض مستشفى المجاردة نقلها بالإسعاف، حيث أجريت لها عملية جراحية على وجه السرعة، واستخرج من رئتها الجسم البلاستيكي، الذي تسبب في حدوث التهاب حاد لها، بحسب ما ذكره والد الطفلة ل "سبق". وسرد والد "غدي" حسن صالح الشهري معاناة طفلته قائلاً: "منذ أسبوع مضى كنت في محافظة جدة، وتلقيت اتصالاً هاتفياً من زوجتي في وقت متأخر من الليل، أبلغتني فيه أن "غدي" ابتلعت غطاء قلم بلاستيكي، ووصّل أحد الأقارب الطفلة ووالدتها إلى مستشفى المجاردة العام، وهناك قام الطبيب المناوب بتشخيص حالتها في الطوارئ، وطلب من والدتها مراجعة عيادة الأنف والحنجرة في اليوم التالي، وكانت درجة حرارتها في تلك الليلة عند 40 درجة مئوية ولم تتغير، واضطرت زوجتي إلى وضع كمادات وقوالب ثلج على الطفلة لخفض حرارتها. وفي صباح اليوم التالي، حيث قدمت من جدة، اصطحبت الطفلة "غدي" إلى المستشفى، وأجريت لها أشعة عادية، وأكد الطبيب المختص أن الطفلة لا تعاني أي حالة مرضية، ووصف لها دواء عبارة عن مضاد حيوي". وتابع: "بعد مرور ساعة من خروجها من المستشفى، تطورت حالة الطفلة المرضية، ودخلت في نوبة سعال مستمر، الأمر الذي جعلني أعود إلى المستشفى، حيث استدعيت مدير المستشفى، وقلت له: "هذه ابنتي في عنقك أمانة فتصرف"، ليجتمع مع أحد الاستشاريين وطبيب عيادة الأنف والأذن والحنجرة، وخلص الاجتماع إلى أن الطفلة لا تعاني أي حالة مرضية". ومضى قائلاً: "الحالة التي كانت عليها طفلتي جعلتني أطلب من مدير المستشفى معاينة الحالة مجدداً، فأجرى لها عملية منظار دون تخدير، حيث طلب مني ومن والدتها تكبيل يديها ورجليها، ليدخلوا أنبوب المنظار من الأنف، الأمر الذي لم تحتمله غدي، فنزع ذراع الأنبوب، عندها قلت: "لماذا لم تخدر الطفلة؟"، وأجاب مدير المستشفى عبد الرحمن الشهري أن الحالات التي تعاين عبر المنظار في المستشفى تتم بهذه الطريقة، علماً بأن مقاس أنبوب المنظار في مستشفى المجاردة كبير جداً". وإزاء ذلك، طلب والد الطفلة إحالة ابنته إلى مستشفى عسير المركزي، وتوفير سيارة إسعاف مجهزة لنقلها، فيما أفاد المعنيون في مستشفى المجاردة أنه لا يمكن إحالتها إلا بعد مخاطبة مستشفى عسير وتوفر سرير. وقال والد "غدي": "عندها لم أحتمل الوضع الصحي الخطير لابنتي، فذهبت بها بسيارتي الخاصة على عجل إلى أبها، حيث أدخلت إلى قسم الطوارئ في مستشفى عسير. ولاحقاً، اجتمع فريق طبي مكون من الدكتور علي البارقي، والدكتور علي الشهري، والاستشاري علي القحطاني، لدراسة الوضع الصحي للطفلة، ليقرروا إدخالها غرفة العمليات، حيث استخراج من رئة "غدي" الجسم البلاستيكي الذي كان قد تسبب في حدوث التهاب حاد، كاد يكلفها حياتها". وتساءل الشهري قائلاً: "من يتحمل أخطاء مستشفى المجاردة العام، ومن ينقذ آلاف السكان ممن يرخصون أرواح الناس؟"، مطالباً بمحاسبة المقصرين والتشهير بهم حتى يتعظ الآخرون.