قرى الجور والواقعة في وادي دفا في ال تليد التابعة لمحافظة الداير ..نال من اسمها الكثير فقد اعتلت تجاعيد الشيخوخة وجهها بعدما كانت فتية، وغابت مفاتنها الجميلة، وأصبح جسدها نحيلاً من جور الزمان والإنسان "ومن اسمها "، نادت بصوت متقطع أبلاه الجفاف، والظمأ ولم يعد سوى مياه الأودية الضحلة تشاركهم فيها الحيوانات والطيور، وتكدر صفو المياه التي تسكنها الطحالب وطالبت بسقيا فاختفت، وآبار فلم تجد مجيباً لحقوقها. وما بين أدوات بدائية تتمثل في دلو بعض الأواني القديمة ودينمو شفط ارتبط به أنبوب يصل لمنازلهم لنزح الماء الذي يشربون منه تارة ومواشيهم، ويستخدمونه في منازلهم، فقد حرموا مشروع السقيا، ولم تعد تصلهم كروتها وأصبح حالهم مهدداً بالأمراض الوبائية من جراء تلك المياه الضحلة.
يقول أحد ساكني قرى الجور ويدعى ملهي عاصي الغليسي التليدي إنه يقضي نهاره ومعظم وقته في جلب الماء من تلك المياه الضحلة التي تمتد كأطلال مدن أثرية على طول الوادي المتصحر، لأن ذلك الوادي هو مصدر المياه الوحيد الذي أصبح يهدد حياتهم بالمرض والجفاف له ولسكان قرية الجور، مضيفاً: سئمنا من المطالبات، والركض هنا وهناك بغية الحصول على نصيبنا في مشروع السقيا لكن هيهات ،" نسمع كلاماً ولا نرى ماءً".
وأكد التليدي أن الأمر متعب لي ولجيراني في القرية فعلى الرغم من وجود دينمو للشفط إلا أن المعاناة تستمر إذ الأمر يقتضي منا ساعات من العمل العضلي المضني ولولا مساعدة الأبناء لما استطاعنا تعبئة خزاناتنا التي تشكل هي خطراً لامتلائها بالطحالب والأمراض من ذلك الوادي الذي لا يشرب سكانها سوى هذه المياه الضحلة.
وكما هو الحال هنا فقد دفع العطش الكثير من سكان القرية إلى الهجرة إلى قرى عديدة أو المدن لمن لديه أبناء يعملون فيها، فالبحث عن نقاط المياه وجلبها يستنزف الكثير من طاقة أهل قرية الجور وما جاورها من قرى، ويزداد الأمر سوءاً عندما يقدم بعض السياح أو العاشقين للرحلات حيث يعمدون إلى العبث بمياه الوادي وتقطيع مواسير المياه وتخريب مواتير شفط المياه (دينمو).
وطالب المواطن بإيجاد آبار وحفرها لتغنيهم عن تلك المياه التي باتت تهدد حياتهم وأسرهم وأطفالهم الذين لا يروي ظمأهم سوى تلك المياه التي يشربون منها ويلهون فيها
من جانب آخر يقول المواطن يحيى حبشان سلمان الغليسي : العطش لا مفر لنا منه وخصوصاً بعدما غاب "ضمير مقاول السقيا" وهرب بمياه القرية ولم يرو عطشهم، فقرر الأهالي العودة لقرب الماء وحمله على ظهورهم من بطون الأودية ليسقوا أطفالهم ودوابهم.
ويضيف حبشان: خمس سنوات لم تحرك ذلك الضمير، ولم يشفق حتى على الأطفال ليشربوا مياه نقية، على الرغم من أن الماء في صهاريج المقاول تعبر من عند منازلنا لتسقي مركز إمارة مركز السلف بعدنا ببضعة كيلو مترات.