يبحث المؤتمر التقني السعودي السابع، الذي تستضيفه الرياض خلال الفترة من 9- 11/ 1/ 1436ه، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، آليّة التكامل بين مؤسسات التعليم العام والتعليم العالي والتدريب التقني والمهني. ويأتي عقد المؤتمر، الذي سيناقش عدة موضوعات مرتبطة بالتدريب وسوق العمل، في وقت تزايدت فيه مطالبات المختصين في مجال التعليم والتدريب بضرورة التوصّل إلى آلية عمل تحقق التكامل والمؤامة بين كافة الأطراف لتوجيه الشباب والفتيات نحو التخصصات التي يحتاجها سوق العمل السعودي، وتحديد نِسب قبول الطلاب في مرحلة ما بعد الثانويّة بما يتناسب مع متطلبات السوق، وتقليص التخصصات التي لا تحظى بإقبال جهات التوظيف في سوق العمل.
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني فهد العتيبي: "المؤسسة تؤمن بأهميّة التنسيق بينها وبين الجهات التعليمية، حيث عقدت ورشة عمل بعنوان "المواءمة بين مخرجات التعليم العام واحتياجات سوق العمل المحلي"، بمشاركة وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني".
وأضاف: "كان الهدف من الورشة هو تطوير الجهود المبذولة في المواءمة بين مخرجات التعليم العام واحتياجات سوق العمل، ومعرفة خصائص وسمات أنظمة التعليم الدراسية ومدى توافقها مع احتياجات سوق العمل الفعلية، وتخطيط المشاريع المشتركة المستقبلية في مجالات نشر الوعي بالتدريب التقني والمهني، وبرامج ما بعد التعليم المدرسي".
وأردف العتيبي: "المؤسسة متجهة نحو تعزيز التعاون مع القطاعات التعليمية والعمل معها لتحقيق مبدأ التكامل فيما بينها وفق احتياجات سوق العمل، وستساهم هذه الخطوة في تأسيس مفهوم جديد في المملكة يتمثل في زرع ثقافة العمل المهني والتقني لدى طلاب وطالبات المدارس، وأفراد المجتمع بوجه عام".
وأطلقت المؤسسة العديد من المبادرات في هذا الجانب من أهمها، مشروع الإرشاد المهني للطلاب الملتحقين ببرامج التدريب التقني، وتنفيذ برامج زيارات متبادلة ومكثفة في مختلف مناطق المملكة بين الكليات والمعاهد التابعة للمؤسسة ومدارس التعليم العام لاطلاع الطلاب على البرامج التدريبية التقنية والمهنية، ومدى حاجة سوق العمل لتلك التخصصات.
وقال عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة بالمدينة المنورة الأستاذ الدكتور عادل بن إبراهيم الباز: "مؤسسة التعليم والتدريب التقني والمهني تكتسب قوتها من اعتبارها جزءاً يتكامل مع المؤسسة التعليمية بشقيها التعليم العالي والتعليم العام، فالتدريب التقني والمهني في معظمه تعليم وتدريب مؤسسي ويتم في مؤسسات تعليمية وتدريبية، وهذا التكامل يرفع من مكانة التعليم والتدريب التقني والمهني في المجتمع".
وأضاف: "التكامل بين الجهات التعليمية والتدريبية يجعل منظومة التعليم والتدريب التقني والمهني تساهم في تنمية الموارد البشرية وتلبي متطلبات واحتياجات سوق العمل بكفاءة وفاعلية، وتؤمّن فرص عمل مناسبة للقوى العاملة، وفقا لمبدأ التعليم والتدريب المستمر مدى الحياة".
وأردف: "من خلال ذلك التوجه؛ يتبوأ التعليم والتدريب التقنيوالمهني مكانة متقدمة في منظومة تنمية الموارد البشرية عبر التكامل مع المنظومة التعليمية التي يجب أن تتمتع بجودة تعليمية عالية تواكب تطلع المجتمع نحو الاقتصاد المعرفي".
جدير بالذكر أن المؤتمر التقني السابع سيبحث في موضوع "التكامل بين مؤسسات التعليم العام والعالي والتدريب: التجارب العالمية الناجحة"، إلى جانب عدة محاور في مجال التدريب التقني والمهني وسيحظى بمشاركة عدد من صناع القرار والخبراء المحليين والدوليين.