خلصت إدارة السجن العام بمحافظة الطائف فتاة من شرور سجين واصل ابتزازها وتهديدها والاتصال على أسرتها بمن فيهم أبواها من داخل السجن الذي دخله بعد أن ألقت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القبض عليه قبل شهر تقريباً لابتزازه الفتاة نفسها. وتم ضبط الجوال الذي بحوزة السجين وحضر مندوب عن الشُرطة وأخضعه للتحقيق داخل السجن. وبدأت القصة حين اتصل شاب (32 عاماً) عاطل وعاق لأسرته ويسكن في بيشة بالخطأ على رقم هاتف جوال تملكه فتاة تصغره بعشر سنوات تسكن بالطائف. وعاود الاتصال مرةً أخرى وبدأ يتحدث معها حتى استمالها وتعارفا وتوثقت العلاقة بينهما. وترك الشاب "بيشة" إلى الطائف حيث تسكن الفتاة وأمضى عاماً كاملاً يتنقل بين الشقق من أجل هذه الفتاة التي كانت تعطيه مالاً ليصرفه على نفسه. وتطورت العلاقة بينهما إلى حد أن الفتاة غامرت بإدخاله المنزل أكثر من مرة وقت مغادرة أسرتها. واستمرا على هذه الحال فترة طويلة، كان الشاب يقوم خلالها بتصويرها "فيديو وصور ثابتة" بطُرق تُثبت أنه معها وكان يختار مواقف معينة لتثبيتها من خلال التصوير والاحتفاظ بها لديه في جواله. وبعد فترة قصيرة أخذ جوال الفتاة بعدما أخبرها أنه في حاجة إليه وسيعيده إليها فلم تُمانع في ذلك. وحين حاولت استرجاعه لم تستطع وأخذ يُماطلها حتى عرف أن عريساً تقدم لها وأنها تريد قطع العلاقة ولا ترغب في الاستمرار معه معلنةً توبتها. وبدأ الشاب في تهديدها وفرض سيطرته عليها بامتلاكه جوالها ومجموعة من الصور الخاصة بها تزيد على 200 صورة بخلاف مقاطع الفيديو. وعندما تحصل على رقم العريس اتصل عليه وأسمعه صوتها تسجيلاً في إحدى المكالمات التي كانت بينهما. كما قام بفرز الأرقام الموجودة بجوالها التي تخص أسرتها وأقاربها وبدأ يتصل على هذه الأرقام ويشوه صورة الفتاة أمامهم. وتكررت تلك التصرفات حتى علمت الفتاة وأشعرت الأسرة أن جوالها تعرض للسرقة. وأبلغ أحد أقاربها مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحوية عن أذية الشاب الذي يزعجهم من خلال الاتصال. وبدأ أعضاء الهيئة جمع معلومات كاملة عنه بعد تلقيهم اتصالاً من الفتاة أخبرتهم من خلاله بكامل الحقيقة وأنها قطعت العلاقة معه لكنه يرغب في التواصل معها ويهددها ويبتزها بمجموعة من الصور يمتلكها بخلاف جوالها الذي تحصل عليه. في تلك الأثناء، تلقت الفتاة اتصالاً من الشاب حيث طلب منها أن تقابله مجدداً فترة لا تزيد على ليلة فحاولت أن تقنعه أنها أخطأت بالعلاقة وأنها ندمت عليها وتطلب منه أن يبتعد عن حياتها وأنها على وشك الخطوبة من شخص ثان بعد أن أبعد عنها خطيبها الأول، لكنه أصر على مقابلتها دون أن تُخبره أنها مسافرة وخارج الطائف، ثم هددها بإرسال صورة لها على جوال والدتها فلم تعره بالاً حتى تفاجأت في اليوم الثاني بوصول الصور على جوال والدتها. وبدأ الشاب يعاود الاتصال عليها مرة أخرى ويهددها بإرسال صورة أخرى على جوال والدها وطلب منها أن تخرج له بالساحة المقابلة لمنزلهم بالقرب من دورات مياه الجامع المقابل وأنه ينتظرها بالسيارة التي كُشف عن أنها مستأجرة من الرياض وباسم شخص آخر. وأبلغت الفتاة رجال الهيئة الذين طلبوا منها الموافقة على الرغم من أنه لم يكن يعلم أنها خارج الطائف ليبدأ أعضاء الهيئة التوجه للموقع وبالفعل وجدوا شخصاً واقفاً بنفس الأوصاف، فتم القبض عليه رغم محاولته الهرب ومقاومة أعضاء الهيئة الذين اقتادوه لمركز الهيئة بالحوية. وجرى تفتيش الشاب وعثر على الجوال الخاص بالفتاة الذي كان يحتفظ به لأكثر من أربعة أشهر. كما عثروا على جواله الخاص الذي كان مغلقاً برقم سري وطلب منه عضو الهيئة أن يفتح الرقم السري لكنه أمسك جواله وحطمه محاولاً منعهم من رؤية ما بداخله كونه لا يعلم أنهم ضبطوه بناءً على بلاغ الفتاة. لكن أحد الأعضاء دفع مبلغاً مالياً من أجل إعادة تشغيل الجوال وبالفعل تمكن من فتحه والعثور بداخله على 56 فيلماً جنسياً وعدد 204 صور للفتاة بخلاف مقاطع الفيديو التي تخصها كذلك تم توثيق 16 مقطعاً صوتياً منه على جوال الفتاة وهو يهددها ويسبها ويشتمها. وبمواجهته أنكر تلك العلاقة، ومع مواجهته بمقطع فيديو يظهره هو والفتاة سوياً، لم يستطع الإنكار وتم إعداد المحاضر الخاصة بالضبط وإحالته إلى مركز شرطة الحوية التي أخضعته للتحقيق. وأثناء توقيفه بالمركز لفترة سبعة أيام تحصل على جوال برقم آخر وعاود الاتصال وإزعاج أسرة الفتاة والاتصال على الفتاة وتهديدها لحين أن تمت إحالته إلى السجن العام وتفتيشه دون العثور على جهاز الجوال. لكنه عاود الاتصال من داخل السجن العام على الفتاة وعلى أسرتها يطلب منهم التنازل عن القضية ضده. كما تقمص دور أعضاء الهيئة في أحد الاتصالات للحصول على معلومات منهم. ولمواجهة ذلك، قامت الأسرة بإبلاغ مركز الهيئة الذي طلب من مدير السجن العام بالطائف تفتيشه للتأكد من البلاغ وبالفعل تم تفتيشه وعثر معه على الجوال. وحضر مندوب عن مركز شرطة السلامة واستلم جهاز الجوال وتأكد من وجود الرسائل المرسلة على الفتاة وأسرتها، فتم إخضاع السجين للتحقيق فيما يُنتظر أن يتم عرضه على القضاء لمحاكمته شرعاً.