أعلنت الجمعية الفلكية بجدة أن الخسوف الثاني والأخير للقمر خلال عام 2014 حدث بعد ظهر اليوم الأربعاء بحسب التوقيت المحلي للسعودية، حيث رصد في القارة الأمريكية وأستراليا وأجزاء واسعة من آسيا، وتم رصد تحول القمر البدر إلى اللون الأحمر أو ما يطلق عليه "القمر الدامي". وقالت الجمعية: "بدأ الخسوف جزئياً في الساعة 12:15 ظهرا بتوقيت مكة عندما حصل أول اتصال بين القمر مع ظل الأرض وبدأت مرحلة الخسوف الكلي عندنا حيث غطى ظل الأرض كلياً القمر في الساعة 1:25 بعد الظهر بتوقيت مكة واستمر قرابة الساعة".
وأضافت: "تبع ذلك حدوث خسوف جزئي للقمر قبل أن يغادر القمر كلياً ظل الأرض ويعود إلى حالته الطبيعية وذلك حسب ما أظهرت الحسابات الفلكية".
وأردفت الجمعية: "تميز هذا الخسوف الكلي للقمر بأن الراصدين تمكنوا من رؤية منظر نادر جداً، حيث رصدت الشمس والقمر المخسوف كلياً في وقت واحد متزامنين فوق الأفق".
وتابعت: "عند حدوث الخسوف يفصل بين الشمس والقمر 180 درجة تماماً في السماء لذلك فإن رصدهما سوياً في السماء يكون مستحيلاً، ولكن ذلك يحدث بسبب الغلاف الجوي حول الكرة الأرضية، فما يتم رصده هو صورة للشمس وصورة للقمر تظهر فوق الأفق بواسطة الانكسار الجوي وهذا يسمح للراصدين على الأرض برؤية الشمس لبضعة دقائق قبل أن تشرق فعلياً والقمر لبضعة دقائق بعد غروبه الفعلي".
وقالت الجمعية: "هذه الظاهرة ستحدث في سماء السعودية في خسوف القمر الكلي خلال سبتمبر 2015، ونتيجة لهذه الخدعة البصرية الجوية فقد أتيحت الفرصة لرؤية هذا المنظر غير الاعتيادي خلال مدة قصيرة تقريبا من دقيقتين إلى تسع دقائق اعتمادا على موقع الراصد".
من ناحية أخرى، أشارت الجمعية الفلكية إلى أنه تم رصد القمر وهو يكتسي باللون الأحمر النحاسي على الرغم من أن القمر كان واقعاً تماماً في ظل الأرض المظلم، وذلك بسبب أن ضوء الشمس قبل سقوطه على القمر أثناء مرحلة الخسوف الكلي يعبر من خلال الغلاف الجوي حول الأرض ويحدث تشتت للون الأزرق ويبقى اللون الأحمر البرتقالي ويعتمد سطوع ذلك اللون على كمية الملوثات في الغلاف الجوي.
جدير بالذكر أن هذا الخسوف الكلي للقمر هو الثاني ضمن سلسلة "الخسوفات الرباعية" التي تتكون من أربعة خسوفات كلية لا يحدث بينها خسوف جزئي، ويفصل بين كل اثنين منها ستة أشهر "ستة أقمار بدر" ومن المتوقع أن يكون الخسوف الكلي التالي ضمن هذه السلسلة في الرابع من أريل 2015.