تواصلت الوفود المشاركة في فعاليات ندوة الحج الكبرى في دورتها ال39 لهذا العام تحت عنوان "تعظيم شعائر الحج"، حضورها إلى مكةالمكرمة من داخل المملكة وخارجها استعداداً للمشاركة في الندوة المقرر انطلاقتها غداً "الأحد" خلال الفترة من 4-6 من ذي الحجة الحالي، والتي جرت العادة على إقامتها برحاب مكةالمكرمة؛ إبرازاً للدور العظيم الذي تضطلع به المملكة لخدمة ضيوف الرحمن، وتأكيداً على استمرار المشروعات والتطورات المتلاحقة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، خاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- وترسيخاً لمبدأ الحوار الفكري الهادئ لقضايا الأمة الإسلامية من خلال موسم الحج، عبر وجود هذه الأعداد الغفيرة من الحجيج، وهي من المنافع المشهودة. وينتظر أكثر من 200 باحث من العلماء والفقهاء وقادة الفكر والثقافة، انطلاق هذا الحدث الإسلامي الذي جاء موضوعه لهذا العام من وحي قوله تعالى: {وَمَن يعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقلوبِ}، واستجابةً لما ورد في توصيات الندوة في دورات عديدة سابقة، ونتيجةً لمقترحات وحوارات ومداخلات الكثير من ضيوف الندوات في السنوات الماضية، حيث يكون تعظيم هذه الشعائر بإتقان فعلها وأدائها على أكمل وجوهها، ومعرفة أسرارها وحقوقها، وما لها من تفضيل وإجلال، مع خضوع القلوب وانكسارها إلى بارئها -جل وعلا-، ومع بيان الفوائد الكثيرة الخيرة التي تجتنى من ذلك التعظيم.
وأوضحت وزارة الحج أن الندوة ركزت في دورتها الحالية على إشاعة وتعميق مبدأ احترام الحقوق والحرمات والمقدسات وعدم الاستهتار بها والربط بين أداء شعائر الحج واحترام مشاعره وتعظيمها وبين السلوك الحضاري المنضبط المتوازن وإبراز الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله- في تعظيم الشعائر وفي رعاية المشاعر.
وأشارت إلى أنه من أبرز شعائر الحج الإحرام والتلبية وتحريم صيد الحرم وقطع شجره والكعبة المشرفة والطواف والحجر الأسود ومقام إبراهيم وحجر إسماعيل وماء زمزم والسعي بين الصفا والمروة وعرفات والدعاء والمزدلفة ومنى والهدي ورمي الجمرات وغيرها.
وأبانت أن من أسس تعظيم هذه الشعائر: أن يتجنب الحاج كل ما يخل بهذا التعظيم مع الابتعاد عن كل ما يمس الأمن والسلامة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، أو يمس أمن الحجاج؛ لأن ذلك مطلب شرعي أساسي في كل شعيرة من شعائر الحج، ويعد الإخلال بهذا الجانب من أبرز ضروب الإلحاد في الحرم، وبيان المنافع العظيمة التي يجنيها الحجاج خاصة والمسلمون عامة من تعظيم المشاعر، وبخاصة في جانب تزكية القلوب وإيقاظها والمحافظة على تقوى الجوارح أيضاً، وزيادة تقواها وقربها من الله -سبحانه- والوصول إلى درجة الإحسان.