رعى الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الندوة الوطنية عن تاريخ المملكة العربية السعودية التي كانت بعنوان: "مراحل بناء الدولة السعودية في عهد الملك عبدالعزيز وجسامة التحديات"، والتي نظمتها إمارة منطقة الرياض في فندق الريتزكارلتون، بمناسبة اليوم الوطني 84 ، وبحضور العديد من المسؤولين والأدباء والمفكرين. وفي التفاصيل، أدار الندوة عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن إبراهيم العسكر ، وشارك فيها الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة واللواء ركن خالد المرعيد والدكتور محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى السابق.
في البداية، أوضح رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك أن كل ما صدر عن الملك عبدالعزيز –رحمه الله- من كتب ووثائق ودراسات اتفق فيها الجميع بما فيهم المؤرخون على تميزه ووصفه بالحاكم ذي الشخصية المهابة والآسرة وأنه دائماً ما كان حكيماً في اتخاذ القرارات وأخذ المواقف المناسبة في أمكنة وأزمات كانت تعصف بالوطن.
وقال: إن الملك عبدالعزيز –رحمه الله- كان يرسم للجزيرة العربية بثقة واقتدار مستقبلاً وحياة جدية انتهت بالوحدة القائمة حالياً دون أن يكون لخصومه القدرة على الحيلولة ووصوله لتحقيق هذا الهدف، مشيراً إلى أن الملك عبدالعزيز–طيب الله ثراه- حقق لوطننا ومواطنينا في عهده الكثير من المنجزات الحضارية، بالإضافة إلى أكبر منجز وهو توحيد الوطن تحت راية التوحيد وبمسمى المملكة العربية السعودية، كما ركز على أهمية إرساء دعائم حكمة وهو الأمن وأدرك بذكائه ودهائه ومعرفته أنه من دون استتباب الأمن واستقرار البلاد فلن يكون بمقدوره أن ينجز الأهداف التي رسمها لوطنه.
ونقل رئيس تحرير صحيفة الجزيرة عن اللواء حسان الغاطي قائد القوات الخاصة لأمن الطرق بالمملكة سابقاً "بحث في منشورة له يقول فيها: "إن انعدام الأمن على الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة قبل عهد الملك عبدالعزيز شجع الرعاة من القبائل على فرض رسوم مالية على القوافل الوافدة لأداء الحج والعمرة وهذا أكبر مثال للوضع الأمني قبل استعادة الملك عبدالعزيز للحكم وتوحيد البلاد، وقد نجح الملك عبدالعزيز في فرض النظام والالتزام به من الجميع فأمن بذلك الهيبة لدولته الناشئة.
من ناحية أخرى، أشار اللواء ركن خالد المرعيد إلى القدرات والمهارات الحربية والاستراتيجية التي يتمتع بها الملك عبدالعزيز أهمها حدث استعادة الرياض عام 1319ه من المنظور العسكري والاستراتيجي لما لهذا الحدث من أهمية حيث غير مسار التاريخ والأحداث بالمنطقة العربية وكان هذا الحدث الحاسم لبداية جريئة وقوية لتكوين دوله.
ووصف المرعيد الفكر الاستراتيجي للملك عبدالعزيز بأنه قارئ للأحداث، مبيناً أنه رسم هدفاً واضح المعالم لخطته للرياض، تمكن من خلاله صياغة استراتيجية بعيدة المدى تضمن النجاح والاستمرارية وبناء دولة على مبادئ إسلامية ثابتة تؤمن الوحدة والأمن والاستقرار للكيان الاستراتيجي للدولة.
وتحدث عن التحديات التي واجهت الملك عبدالعزيز وقلة الإمكانيات المحدودة وانعدام المواصلات والاتصالات، ثم سلط الضوء على خطة المؤسس الاستراتيجية في ثلاث مراحل (تكوينه القوة اللازمة وتنفيذه للغارات، والاختفاء والتحضير النهائي، والهجوم الخاطف على الرياض ).
وأكد الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة عضو مجلس الشورى السابق خلال الندوة أن الدولة السعودية الحديثة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز مرت بمراحل مختلفة وبظروف وتحديات مختلفة، وقال: بناء الدولة السعودية الحديثة والتي تعامل معها القائد المؤسس بحنكة ودراية ومعرفة عالية ودبلوماسية.
ثم تحدث عن قصة بناء الدولة والتحديات الإقليمية منذ استعادة الملك عبدالعزيز حكم الرياض عام 1319ه، مشيراً إلى أن المؤسس لم يعش طفولته كبقية أقرانه لانشغاله بفتح الرياض ونجح في ذلك مع قلة من إخوانه وأبناء عمومته ورجاله الصادقين بتخطيط ومستقبل سياسي واسع الآفاق، ثم تطورت نجد سريعاً وواصل نجاحاته بفتح الحجاز والأحساء وحائل ومكة المكرمة، مشيراً إلى أن المؤسس طيب الله ثراه استطاع أن يوحد القبائل تحت راية التوحيد.
وقال آل زلفة: المملكة في عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مرت بقضايا الحدود بمراحل مختلفة ولاسيما الحدود التي ترسم للمرة الأولى التي تفصل بين القبائل وقدرته في تثبيته لها.