أطلقت جمعيتان صهيونيتان دورات لتحرير موقع موسوعة "ويكيبيديا" الإلكترونية في محاولة لتضليل قرائها بشأن حقائق قضية فلسطين وتمرير أكاذيب بشأن "حقوق" الصهيونية في فلسطين والأراضي العربية التي إحتلها الجيش الإسرائيلي في حروبه التوسعية المتعاقبة.ويخطط المنظمون لدورات "ويكيبيديا" لإجراء مسابقة لإيجاد "أفضل محرر صهيوني"، والجائزة "رحلة بالمنطاد فوق إسرائيل". و"ويكيبيديا" واحد من أكثر المواقع الإلكترونية شعبية في العالم، ومدخلاته ال16 مليوناً مفتوحة لأي شخص ليعيد كتابتها أو حتى حذف ما يريد منها. وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن المنظمتين هما مجلس "ييشا"، الذي يمثل حركة الاستيطان اليهودية، وحركة "إسرائيل لي" اليمينية، وأطلقتا أول ورشة عمل هذا الأسبوع في القدس؛ حيث يتم تعليم المشاركين كيفية إعادة الكتابة ومراجعة بعض الصفحات التي حولها اختلاف كبير في الموقع الإلكتروني المرجعي. وقالت نفتالي بينيت، مديرة مجلس "ييشا": "لا نريد تغيير وكيبيديا أو تحويلها إلى ذراع للدعاية. نريد فقط إظهار الجانب الآخر. الناس يعتقدون أن الإسرائيليين خبثاء وأشرار يسعون طيلة الوقت لإيذاء العرب".وتقوم "ييشا" ببناء فرقة عمل معلوماتية للدخول في وسائل الإعلام الجديدة، من خلال المراسلة عبر مواقع مثل "فيسبوك" و"يوتيوب"، وتدعي أن لديها 12 ألف عضو، يزدادون بمعدل 100 كل شهر. وقالت نفتالي بينيت: "يبدو أن هناك تعطشاً لمثل هذه النشاطات. الجمهور الإسرائيلي محبط من الطريقة التي يتم بها تصويره في الخارج". من جانبها، تقول أيليت شيكيد من منظمة "إسرائيل لي": إن الناشطين الموالين لإسرائيل أقل عددا من المؤيدين للفلسطينيين. وتضيف: "نحن لا نريد أن نعطي هذه الساحة للجانب الآخر , لكننا قليلو العدد وهم كثيرون. الناس في الولاياتالمتحدة وأوروبا لم يسمعوا من الجانب الإسرائيلي كل مجادلاته وتفسيراته الصحيحة"، على حد قولها.وتعتقد أيليت شيكيد مثل غيرها من المشاركين في المشروع أن حكومتها "لا تقوم بعمل جيد" بخصوص تفسير الموقف الإسرائيلي للعالم. وهم يعتقدون أنه يظل على "ويكيبيديا" القيام بالكثير من العمل.وتقول أيليت: "كبداية خذوا الصفحة المتعلقة بإسرائيل.. خارطة إسرائيل يتم تصويرها من دون هضبة الجولان ومن دون يهودا والسامرة"، في إشارة إلى المرتفعات السورية والضفة الغربية المحتلتين منذ العام 1967. وتتحدث أيليت عن الاسم الذي يمكن إطلاقه على أحياء معينة. وتتساءل أيليت: "هل أرييل مدينة أم مستوطنة؟"، وذلك عن منطقة توصف في "ويكيبيديا" بأنها "مستوطنة إسرائيلية ومدينة وسط الضفة الغربية". وهذا السؤال هو موضوع حول آلاف عدة من الكلمات تضمنتها مناقشات حادة على خط و"يكيبيديا" للنقاشات.وقالت أيليت وزملاؤها إن الفكرة ليست بالهجوم والتسبب في الدمار ثم التعرض للطرد؛ فمجتمع التحرير في "ويكيبيديا" حساس ومبني على أساس توافق الآراء، وبناء الثقة يستغرق وقتاً. وقال يسرائيل ميداد، أحد المشاركين في الدورة من "شيلوه": "لقد تعلمنا ما لا ينبغي أن نفعل: لا تقفز إلى المياه العميقة فوراً، ولا تكن مجادلاً، واعلم أن هناك مجتمعاً نصف ديمقراطي في الخارج، وتعلم كيف لا تعرض نفسك للحظر". ويتساءل: هل "شيلوه" في الضفة الغربية المحتلة؟ يجيب بصبر: "لا، شيلوه في منطقة بنيامين عبر الخط الأخضر، أو في الأراضي التي توصف بأنها (متنازع عليها)".وقالت واحدة من المحررين في منطقة القدس طالبة عدم ذكر اسمها: إن التعريف بالحملة قد لا يكون فكرة جيدة. وأضافت: "نشر الأمور للعامة كان له تأثير سيئ في الماضي. هناك حرب تدور ولسوء الحظ فإن الطريقة للقتال هي أن تكون مختبئا تحت الأرض".وفي عام 2008 فرض مديرو موقع "ويكيبيديا" حظراً على أعضاء في جماعة هجومية مؤيدة لإسرائيل خططت سراً لتحرير الموقع.