كشف الدكتور علي بن ناصر الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني عن مشروع بناء القدرات بهدف تطوير وتعزيز قدرات الكليات القائمة والبالغ عددها (53) كلية تقنية للبنين والبنات، وتحسين جودتها وزيادة طاقتها الاستيعابية، وتوقع الانتهاء من مشاريع إنشائية ل 67 كلية تقنية خلال السنوات الأربع القادمة. وفي التفاصيل، قال الدكتور الغفيص إن الوطن والمواطن يعيش هذه الأيام مناسبة غالية على الجميع وهي الذكرى الرابعة والثمانون لتوحيد المملكة العربية السعودية بفضل الله تعالى على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود سليل المجد الذي حمل أمانة توحيد المملكة.. فتحقق له ما أراد بفضل الله تعالى فقد كان منذ نعومة أظفاره يحمل هماً ويفكر وهو صبي صغير بعقل رجل حنكته التجارب، كانت همته كلها لتحقيق غاية سامية وهي توحيد الوطن وبناؤه فقام مستعيناً بالله تعالى متوكلاً عليه وهو شاب يافع بجمع وبناء وطنه ليصبح أنموذجاً للدولة الفتية ذات الجذور العميقة في التاريخ أصالةً ومجداً.
وأضاف : لقد استطاعت هذه الدولة بفضل الله تعالى الرقي والتطور بمستويات سريعة وشاملة وعميقة ارتفع خلالها وعي الإنسان السعودي بأهمية الاستفادة والتعاطي الحضاري مع وسائل التطور الذي يشهده العالم في كل مرحلة.. فمنذ عهد المؤسس رحمه الله تعالى إلى هذا العهد الميمون والمملكة آخذة في المضي بخطى راسخة وواثقة في طريق التطور الحضاري محافظة على تميزها نظاماً وشعباً في الالتزام والاعتزاز بالقيم والمبادئ الفاضلة المستمدة من الدين الحنيف.
وتابع الغفيص : "إن من أبرز اهتمام الدولة هو الاستثمار في الإنسان فأولت هذه القضية كامل اهتمامها بتنمية الإنسان السعودي وتمكينه من المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية الوطنية الشاملة، ومن ذلك الدعم الكبير لتفعيل دور التدريب التقني المهني في التنمية"، مشيراً إلى أن المملكة شهدت نهضة حضارية جديدة نتجت من النمو الهائل لتطوير واستخدام التقنيات الحديثة.. وأصبحت تقف في مصاف الدول المتقدمة في العديد من المجالات في ظل عملية التطوير والتحديث ويأتي التطوير التقني أحد شواهد العصر على هذا التقدم فمنذ تولي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله القيادة حمل همَّ الوطن وأوقف لحظات وقته على تحقيق رفاهية المواطنين.
وأكمل الغفيص" بناء الوطن تنمية شاملة ونقلة حضارية ارتقت بالمجتمع إلى مصاف المجتمعات المتقدمة معيشةً وتعاملاً مع معطيات الحضارة الحديثة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ومع التزام واعتزاز بقيم الدين الحنيف ومبادئه" منوهاً في حديثه بما كان يوليه الملك عبدالله حفظه الله من اهتمام بالتدريب منذ كان ولياً للعهد فكان حفظه الله يولي قضية تدريب الشباب وتوظيفهم جل اهتمامه ويدعم بكل حماس أي مشروع يُسهم في حل قضية بطالة الشباب، ونتيجة لهذا الدعم الكريم فإن قطاع التدريب يشهد نهضة شاملة، من خلال تطوير مساراته حيث لا يقتصر على ما يقدم في منشآت التدريب الحكومي بل تم إشراك مؤسسات وشركات عالمية متخصصة في تقديم التدريب من خلال شراكات استراتيجية تركز على متطلبات كل مهنة لتأهيل أيدٍ فنية ماهرة يتم التحاقها بالوظيفية بعد تخرجها مباشرة وقد تم بفضل الله تعالى التعاقد مع عددٍ من الشركات العالمية المتخصصة بتشغيل عددٍ من الكليات التي تشرف عليها المؤسسة باسم (كليات التميز) حيث تقوم الشركات بتقديم التدريب عالي الكفاءة مع ضمان التوظيف بعد التخرج، ويعد هذا مساراً جديداً أتيح للشباب بدعم كريم من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله . وتمتاز هذه الكليات بكونها محضناً لخبرة دولية يتم تقديمها في بيئات تدريب محلية بهدف رفع كفاءة التدريب وتمكين الشباب من تدريب متميز.
وتوقع الغفيص أن تنتهي مشاريع إنشائية ل 67 كلية تقنية، منها نحو (38) كلية للبنين و(29) كلية للبنات موجهة لاستقطاب خريجي الثانوية العامة وبطاقة استيعابية إجمالية تفوق (150) ألف طالب وطالبة خلال السنوات الأربع القادمة، بهدف زيادة فاعلية نظام التدريب التقني بالمملكة، وذلك؛ من خلال استقطاب مشغِّلين دوليين بطرح منافسة متعددة المراحل تستهدف اختيار أفضل مقدمي التدريب عالمياً للتشغيل المستقل للكليات الجديدة في عددٍ من مناطق المملكة، وتتولى المؤسسة عمليات التنظيم والتمويل والإشراف على هذه الكليات بالمشاركة مع صندوق تنمية الموارد البشرية.
وأكد أن "كليات التميز" كيانات حكومية أنشئت بهدف تقديم أفضل المعايير العالمية للتدريب التطبيقي في المملكة والتي تركز برامجها المقدمة بشكلٍ مباشر على تلبية احتياجات سوق العمل المحلي وتخريج كوادر مؤهلة بمستوى عالمي، وقد تم اختيار علامة "كليات التميز" لتمييز هذا النوع الجديد من الكليات الحكومية والمبنية على شراكة حكومية مع القطاع الخاص التدريبي، وقد تم إنشاؤها إنفاذاً لقرارات مجلس الوزراء ومجلس الشورى والتي تنص على تبني برامج تدريبية مصممة ومقدمة ومعتمدة من جهات عالمية متخصصة، وبناء شراكات استراتيجية مع جهات تدريبية داخلية وخارجية لتشغيل الوحدات التدريبية وتقديم برامج تدريبية مشتركة مع القطاع الخاص.
وأضاف ونتيجة لهذا الدعم السخي عملت المؤسسة على إطلاق مشروع بناء القدرات بهدف تطوير وتعزيز قدرات الكليات القائمة والبالغ عددها (53) كلية تقنية للبنين والبنات، وتحسين جودتها وزيادة طاقتها الاستيعابية، ودعمها لتحقيق متطلبات التشغيل الذاتي، وهذا المشروع سيُساهم بإذن الله تعالى في تحقيق فوائد عدة للكليات من أبرزها: زيادة القدرات الإدارية والتدريبية: حيث ستخضع الهيئة التدريبية والإدارية إلى تدريب نوعي متخصص لتطوير مهاراتهم وقدراتهم من أجل تحسين العملية التدريبية وتطوير عملية تقديم الخدمات المساندة، وتحسين جودة التدريب ورفع مستوى المهارات للخريجين: وذلك نتيجة تحسين مهارات الهيئة التدريبية والإدارية وتطوير الحقائب التدريبية وتحسين البيئة التدريبية ونوعية الخدمات المساندة المقدمة، الأمر الذي سيزيد معدلات الرضا واكتساب المهارات للمتدربين وتخفيض نسب التسرب، وزيادة معدلات التوظيف بالإضافة إلى تحسين فرص التشغيل الذاتي: مع نمو قدرات الكليات في تقديم التدريب وتقديم الخدمات المساندة ستكون الكليات قادرة على تحقيق التشغيل الذاتي تدريجياً، موضحاً أن شركاء التدريب الدوليين سيعملون على نقل الخبرة للمدربين والإداريين من خلال عقد الشراكة مع الكليات لفترة ما بين 3 و 5 سنوات يتم التركيز فيها على تطوير قدرات المكلفين بالأعمال القيادية والكادر الإداري بالكلية، وتطوير قدرات مدربي الكليات على يد الخبراء الدوليين في كل تخصص، وتقديم الخدمات المساندة للعملية التدريبية مثلاً أعمال تقنية المعلومات والمشتريات وخدمات المتدربين، بالإضافة إلى تطوير المناهج وحقائب التدريب حسب الضرورة وبشكل يتوافق مع المعايير المهنية الوطنية، وأشار إلى أن إطلاق مشروع دعم بناء القدرات للكليات سيكون على مراحل متتالية، بحيث تتضمن المرحلة الأولى عشر كليات ليبدأ العمل على بناء قدراتها ابتداءً من مارس 2015م.
ونوه الغفيص باهتمام المؤسسة بالموارد البشرية من خلال التدريب والابتعاث، موضحاً أنه تم ابتعاث عددٍ من منسوبيها للحصول على درجة الماجستير في تخصصات هندسية وتقنية، كما تم ابتعاث بعض المتميزين من خريجي الكليات التقنية للبنين والكليات التقنية للبنات في برنامج خادم الحرمين لإعداد المدربين التقنيين، ويتم بشكل دوري تدريب منسوبي المؤسسة في برامج تطويرية داخلياً وخارجياً.
وأردف الغفيص: لقد حققت المؤسسة بفضل الله تعالى في هذا العهد المبارك إنجازاً يتمثل ببناء علاقة متينة ومنتجة مع القطاع الخاص باعتباره المستهدف الأول في مخرجات برامج التدريب وبهدف نقل التقنية وتوطينها من خلال عملية تشاركية بين المؤسسة وكبريات الشركات على المستوى الداخلي والخارجي، فتم بذلك إنشاء معاهد تدريب متخصصة، عن طريق الشراكات الاستراتيجية وفي هذا المجال تم إنشاء وتشغيل عددٍ من المعاهد في مجالات صيانة السيارات، وتقنية البلاستيك، والإنشاءات والعمارة وصيانة المباني، وخدمات البترول، والإلكترونيات المنزلية، وصناعة المطاط، وتقنية المياه والكهرباء، وصناعة التغليف والتعبئة والطباعة، والصناعات الغذائية، والفندقة والسياحة، وغيرها.
ورفع "الغفيص" بهذه المناسبة باسمه ونيابة عن جميع منسوبي المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أسمى التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز حفظهم الله ، وللشعب السعودي الكريم داعياً الله سبحانه وتعالى أن يوفق قيادتنا لمواصلة مسيرة البناء والنهوض الحضاري والتقدم، وأن يحفظ للوطن أمنه واستقراره ونحن نشعر بالفخر والاعتزاز بما حققته المملكة من منجزات حضارية فريدة انعكست على تنمية المجتمع، وما شيدته من قواعد متينة لحاضرٍ زاهر وغدٍ مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة العطاء والخير والنماء، وبما تحقق من منجزات في مجال التدريب التقني والمهني بالمملكة في ظل الدعم السخي والاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لقطاع التدريب التقني والمهني.
يُذكر أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ستشارك بإذن الله تعالى في فعاليات اليوم الوطني الرابع والثمانين بأكثر من (500) قائد وجوال وكشاف، وذلك في العديد من الفعاليات. وستعرض المنجزات التي شهدها قطاع التدريب التقني في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله . كما ستُقيم المؤسسة العديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة بهذه المناسبة الوطنية في العديد من الوحدات التدريبية التابعة في المدن والمحافظات والمراكز الإدارية، وإقامة العديد من المعارض التقنية التي تعكس أبرز ملامح التنمية التي تعيشها المملكة عموماً وفي مجال التدريب التقني والمهني على وجه الخصوص.