تمكنت العملة الإلكترونية الجديدة المعروفة بمسمى "بيتكوين" أو بالإنجليزية "Bitcoin " من غزو الأسواق العالمية التقليدية منها والرقمية، وسط مخاوف وتحذيرات مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" من التعامل بها داخل المملكة العربية السعودية وخاصةً على مستوى القطاع المصرفي . وتقول المصادر الخاصة ب"سبق" إن تحذيرات "ساما" جاءت نظراً للعواقب السلبية المختلفة على القطاع المالي والمصرفي في التعامل بعملة "بيكتوين"، بعد متابعة المؤسسة بعض التعاملات المالية التي تتم خارج المملكة، حيث أكدت على البنوك مراقبة ذلك وأخذ الحيطة والحذر وتبليغ المؤسسة بأي ملاحظات أو ممارسات بهذا الشأن مع تأكيداتها على أن التعامل ببيكتوين يعد مخالفة للأنظمة واللوائح والتعليمات المحلية.
وتعد "بيكتوين" عملة إلكترونية (تشفيرية) يمكن مقارنتها بالعملات الأخرى مثل الدولار أو اليورو، لكن مع عدة فوارق أساسية، من أبرزها أن هذه العملة هي عملة إلكترونية بشكل كامل تتداول عبر الإنترنت فقط من دون وجود فيزيائي لها. كما أنها تختلف عن العملات التقليدية بعدم وجود هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها، لكن يمكن استخدامها كأي عملة أخرى للشراء عبر الإنترنت أو حتى تحويلها إلى العملات التقليدية.
وتتصف العملة الجديدة بأنها عملة رقمية ذات مجهولية، بمعنى أنها لا تمتلك رقماً متسلسلاً ولا أي وسيلة أخرى كانت من أي نوع تتيح تتبع ما أنفق للوصول إلى البائع أو المشتري، مما يجعل منها فكرة رائجة لدى كل من المدافعين عن الخصوصية، أو بائعي البضاعة غير المشروعة (مثل المخدرات) عبر الإنترنت على حد سواء.
وتقوم بيتكوين على التعاملات المالية وتستخدم شبكة الند للند (بالإنجليزية: Peer-to-Peer) والتوقيع الإلكتروني والتشفير بين شخصين مباشرة دون وجود هيئة وسيطة تنظم هذه التعاملات، حيث تذهب النقود من حساب مستخدم إلى آخر بشكل فوري ودون وجود أي رسوم تحويل ودون المرور عبر أي مصارف أو أي جهات وسيطة من أي نوع كان.
وتمتاز هذه الخدمة بأنها متوفرة على مستوى العالم ولا تحتاج لمتطلبات أو أشياء معقدة لاستخدامها، وعند الحصول على العملات يتم تخزينها في محفظة إلكترونية. ومن الممكن استخدام هذه العملات في أشياء كثيرة منها شراء الكتب و الهدايا أو الأشياء المتاح شرائها عن طريق الإنترنت وتحويلها لعملات أخرى مثل الدولار أو اليورو.
ويستطيع المستخدم تبديل العملة بيتكوين بعملات أخرى حقيقية، عملية التبديل هذه تتم بين المستخدمين أنفسهم الراغبين ببيع مبالغ بيتكوين وشراء عملات حقيقية مقابلها أو العكس. ونتيجةً لذلك تمتلك بيتكوين سعر صرف خاصاً بها، ويتجه هذا السعر إلى تصاعد، إذ يصل اليوم إلى 400 دولار بعد أن كانت تعادل بضعة دولارات فقط قبل عامين.
وتعد ألمانيا الدولة الوحيدة التي اعترفت رسميا بعملة بيتكوين بأنها نوع من النقود الإلكترونية، وبهذا اعتبرت الحكومة الألمانية أنها تستطيع فرض الضريبة على الأرباح التي تحققها الشركات التي تتعامل ب"بيتكوين"، في حين تبقى المعاملات المالية الفردية معفية من الضرائب، فيما يرى البعض أن الاعتراف الرسمي يحمل جانباً إيجابياً، وهو إعطاء العملة المزيد من الشرعية، في حين يرى آخرون أن هذا قد يفتح الباب إلى مزيد من تنظيم العملة وربطها بالحكومات، وهذا يتعارض مع إحدى ميزات بيتكوين كعملة غير خاضعة لأي جهة.
وكانت بعض التسريبات الصحفية قد أشارت إلى احتضان مقهى إسبريسو في مدينة فانكوفر بإقليم "بريتيش كولومبيا" الكندي أول جهاز صراف آلي (ATM) في العالم لعملة بِتْكُويْن الرقمية الافتراضية في 30/10/2013، فيما بدأت بعض الدول العربية في وقت متأخر نسبيا باستخدام بيتكوين حيث أعلن عن قبول هذه العملة لأول مرة في الأردن في مقهى شاي في العاصمة عمان. وتلا ذلك مطعم بيتزا وصراف آلي في دبي، ومن ثم شركة أنظمة معلومات في فلسطين كما، أصبح سوق السفير من أوائل الأسواق في الكويت والشرق الأوسط التي تقبل العملة الجديدة.
الجدير بالذكر أن بيتكوين ليست العملة الافتراضية الوحيدة المتواجدة حاليًا في الأسواق الافتراضية. فقد برزت بفضل نجاحات البيتكوين، مجموعة متنوعة من ما يسمى ب "altcoins" أو العملات الافتراضية البديلة ذات القيمة الجيدة في الأسواق.