أبدى عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان، أستاذ الفقه المشارك، رئيس قسم الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء سابقاً، الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن فوزان الفوزان، اندهاشه من سرعة إصدار العقوبة خلال يومين فقط ضد رجال الهيئة في قضية "البريطاني". ووصف هذا التصرف ب "العجيب" مقارنة بالقضايا التي يُعتدى فيها على رجال الحسبة، حيث تظل شهوراً وربما لا ينتصف من المعتدي بالحق والعدل.
وطالب "الفوزان" بإحالة أخطاء رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى المحاكم الشرعية، وإيقاف الكتاب والجهلة عند حدهم ومعاقبتهم ومحاسبتهم، وألا تترك لهم الفرصة للطعن في رجال الحسبة وهم حراس العقيدة والفضيلة والساهرون على أمن هذا البلد وحرماته.
وقال: "العقوبة التي طالت رجال الهيئة الذين ضربوا البريطاني مبالغ فيها، ولا بد من عدم التشهير بهم والتشفي والمبالغة في معاقبتهم، كما يجب إحالة أخطاء رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى المحاكم الشرعية".
ودعا "الفوزان" إلى عدم تقديم التنازلات والتزلف للعلمانيين والمنافقين وأصحاب الأهواء، والخروج أمامهم بصورة طيبة، وعدم الخضوع للضغوط، والصبر والجَلَد وطول الّنفَس.
وفي برنامج "فتوى" علي قناة دليل الفضائية، قال "الفوزان": "أكثر ما يحزّ في النفس أن يأتيك الضرر أحياناً ممن ترجو نصرته من رؤساء وزملاء، وتتمنى أن يقفوا معك فتجدهم مع الأسف الشديد واستجابة لهذه الضغوط ورغبة في التزلف للعلمانيين والمنافقين وأصحاب الأهواء يريد أن يخرج أمامهم بصورة طيبة، فيعطون بعض التنازلات ويصدرون بعض العقوبات المبالغ فيها ضد من أخطأ".
وأضاف: "هذا لا يجوز ولا يصح من عامة الناس فيكف إذا صدر من إنسان مسؤول عن جهاز أو إدارة أو جهاز معين؟ يجب أن يتقوا الله".
وكانت لجنة التحقيق في قضية الفيديو الذي أظهر اعتداء عناصر من هيئة الأمر بالمعروف على بريطاني وزوجته بالضرب، مساء الجمعة الماضي، في مدينة الرياض، قد انتهت إلى معاقبتهم بالنقل إلى خارج العاصمة، وتحويلهم إلى العمل الإداري.