باتت 5.6% من مساحة المملكة العربية السعودية، تحت سيطرة مشروع الملك عبد الله للأمن الحدودي في المنطقة الشمالية، الذي افتتح مرحلته الأولى -حفظه الله- أمس، واستمع لشرحه من وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، بحضور ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. وتمتد هذه المساحة لنحو 900 كلم، من محافظة حفر الباطن وحتى طريف، تعزز أمن الحدود الشمالية، بقدرات أمنية ووسائل حديثة ومتطورة، في رسالة بالغة الأهمية، لمن تسول له نفسه الاقتراب من الحدود السعودية الشمالية، بطرق غير شرعيّة، وتعرض "سبق" فيديو للمشروع يحمل تفاصيل واسعة عن المنظومة الأمنية المتكاملة التي تمثل حصناً للمنطقة الشمالية والمملكة عامة.
توقيت المشروع تزامن المشروع مع الوقت الذي تشهد فيه عدد من دول المنطقة العربية، زعزعة أمنية ومخاطر، تهدد الدول المجاورة لها، ولكن السعودية تؤكد دائماً أن الاقتراب من حدودها بطريقة غير شرعية جناية على النفس، وهذا ما تؤكده الجهود المبذولة في رفع مستوى الأمن الحدودي، كمشروع الملك عبد الله للأمن الحدودي في المنطقة الشمالية.
التضاريس والعمل الأمني ولتفادي تضاريس المنطقة الشمالية المتنوعة، التي تُصعّب العمل الأمني، وجد مشروع الأمن الحدودي؛ حيث وفر معدات حديثة، من مركبات قادرة على اختراق تلك التضاريس المتنوعة، وكاميرات وأبراج وآليات رصد حديثة قادرة، على رصد التحركات، وإشعار المراكز المتابعة لها.
أبراج و "فوق البنفسجية" يتضمن المشروع أحدث أنواع أنظمة المراقبة والسيطرة، والمعدات الحديثة كعربات المراقبة، التي تتمركز في المناطق العمياء؛ حيث تمتد على امتداد الحدود الشمالية سياج ترابي وحديدي، تشكل صعوبة على من تسول له نفسه باختراق الحدود السعودية، هذا إن تمكن من التلصص والوصول نحوهما، فكاميرات المراقبة والأبراج التي تعمل بالأشعة فوق البنفسجية ترصد بدقة.
وتحمل الأبراج الموزعة على مسافات متقاربة على امتداد الشريط الحدودي أجهزة الاستشعار والتي تعمل بالاستشعار بالأشعة فوق البنفسجية، على دائرة قطرها أربعين كلم، وتتلقى البيانات التي ترسلها، القطاع التابع لها، مديرية حرس الحدود، ووزارة الداخلية بمنطقة الرياض.
كاميرات ليلية يتم التحكم بكاميرات الرؤية الليلية من قبل غرفة التحكم والسيطرة، والتي يتم توجيهها لتحديد الهدف ؛ حيث تعد قادرة على رصده بوضوح تام، وتوجيه الدوريات في مراكز الاستجابة، القادرة على التدخل السريع، بما وفرته الدولة من معدات قادرة أداء مهمة الحماية.
مراكز الاستجابة اثنان وثلاثون مركز استجابة على امتداد الشريط الحدودي، وفي كل مركز ثلاثة فرق قادة على التدخل السريع، وهي في استعداد تام لأداء مهامها وواجباتها، ورهن الإشارة.
الأعطال والمناطق العمياء جهزّ المشروع التقنية لخدمة الظروف، كتعطل الرادار، أو استخدام المناطق العمياء، كالأودية؛ حيث تقوم عربات المراقبة والاستطلاع، برصد المواقع، عن قرب، وترسل معلوماتها، عبر الألياف البصرية، التي تستبدل برج المراقبة في حال التعطل.
التعامل مع التقنية وبالتأكيد لن تنجح التقنية بمفردها، في تأمين الحد الشمالي، ولكن للإنسان دور الكبير، في صنع هذه التقنية، وتوجيهها، ومن هذا المنطلق أنشئ المركز الإقليمي للتدريب، والتأهيل، لتنمية مهارات المتدربين، وتزويدهم بوسائل تقنية حديثة، تساعدهم في أداء واجبهم الأمني بنجاح، وفي التعامل مع التقنيات الحديثة التي تشكل الدرع التقني على امتداد تسع مائة متر مربع.
تنمية الإنسان ووضع مشروع الملك عبد الله الإنسان نصب عينيه، التنمية، حيث وفر المشروع ثلاثة مجمعات سكنية لمنسوبي حرس الحدود وعائلاتهم، لتخفيف ضغوطات الحياة عليهم، وهي مجمعات حفر الباطن، ورفحا، وطريف، وتحتوي على احتياجات الأسرة.