بعد أيام من نقل وكالة الأنباء السعودية (واس) أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، باتخاذ التدابير اللازمة كافة لحماية المملكة من أي «تهديدات إرهابية محتملة»، تناقلت وسائل إعلامية عربية وعالمية أمس (الخميس) خبر نشر السعودية 30 ألف جندي على حدودها مع العراق، وأوضحت قناة «العربية» في تقرير مصور لها أمس، أن الجنود السعوديين انتشروا في المنطقة الحدودية، بعد أن تركت القوات العراقية مواقعها في المناطق الحدودية المشتركة مع كل من السعودية وسورية من دون حراسة. وفيما نفى المتحدث باسم الجيش العراقي اللواء قاسم عطا، انسحاب قوات بلاده من الحدود مع المملكة، أكدت «العربية» في تقريرها أن القوات العراقية انسحبت من مواقعها، مشددة على أنها «حصلت على شريط فيديو يظهر انسحاب نحو 2500 جندي عراقي في منطقة صحراوية حدودية إلى الشرق من مدينة كربلاء العراقية»، ويظهر التقرير ضابطاً يقول إن الجنود العراقيين تلقوا أوامر بترك مواقعهم من دون إعطائهم تبريراً لهذه الخطوة. وتعد منطقة الحدود الشمالية شمال السعودية الأكبر مساحة من حيث الاتساع الجغرافي، ويتخللها الكثير من الوديان والشعاب الممتدة، على مساحة تبلغ 127 ألف كيلومتر، كما أنها تقع على مثلث دولي، من جهة الشمال العراق وتركيا ودول أوروبا، ومن الغرب الأردن وسورية ولبنان، فيما تحدها من جهة الشرق دول الخليج العربي. وتعمل السعودية من خلال هذه الحدود الطويلة والشائكة على محاولة صد وكبح ظاهرة التسلل والتهريب، وتحديداً مع الحدود الفاصلة بين العراق والسعودية، إذ تم إنشاء مشروع أمن الحدود في المنطقة الشمالية، الذي يمتد لأكثر من 900 كيلومتر، مزوداً ب32 مركز استجابة لكشف محاولات التسلل من وإلى الأراضي السعودية، كما عملت على إنشاء ساترين ترابيين وسياجين حديديين ضخمين على طول الحدود. وتعمل العشرات من أبراج المراقبة الرادارية السعودية المنتشرة على طول الحدود، التي تغطي كل منها دائرة قطرها 40 كيلومتراً على اكتشاف محاولات الاختراق، إذ ترسل هذه الأبراج تحذيراً إلى غرفة القيادة والسيطرة في القطاعات التي ترتبط بدورها بقيادة المنطقة الشمالية في مدينة عرعر، وبالمديرية العامة لحرس الحدود، وبوزارة الداخلية في الرياض. ويتم في غرفة القيادة والسيطرة إصدار الأوامر من مشرف التدخل السريع، الذي يقوم بتوجيه كاميرات الرؤية الليلية لتحديد الهدف وطبيعته بدقة فائقة، الأمر الذي يمكنه من تحديد نوع الاختراق، ومن ثم إبلاغ أحد مراكز الاستجابة، ليتم توجيه المشرف ضابط المركز محدداً له نقطة الاختراق الحدودية. وتتم معالجة الخروقات من خلال ثلاث فرق للتدخل السريع داخل كل مركز، التي تعمل متأهبة على مدار الساعة، كما أن الأسلاك الشائكة تشكل إعاقة زمنية للمتسلل، الأمر الذي يجعل مهمة اكتشافه والقبض عليه لا تتجاوز بضع دقائق. وفي حال تعطل الرادار أو استخدام المتسلل مناطق تعرف بالمناطق العمياء، مثل الأودية والمنحدرات والأخاديد العميقة تقوم عربات المراقبة والاستطلاع بالتمركز على منصات مخصصة لها، ومزودة بنقاط اتصال عبر الألياف البصرية التي تستبدل برج المراقبة بكشف الاختراق، كما تسهم هذه التقنية في البحث عن المفقودين داخل المناطق الحدودية السعودية.