أحمد البراهيم - سبق - الرياض : صاحبة التجربة في هذه الحلقة فتاة انجرفت وراء وهم كتب لها أن تعيشه بعد أن أقنعنها رفيقات السوء من زملاء الدراسة وأوقعوها في شباك حبيب وقصة حبه الكاذبة، كادت أن تنهي حياتها وحياة والدها الذي أُدخل المستشفى بسبب فضيحة أقضت مضجع الأسرة بكاملها عندما تركت منزل أهلها وهربت مع فارس أحلامها متعاطي المخدرات وصاحب تجارب مأساويه مع فتيات، استطاع أيضاً الاحتيال عليهن في شرفهن وابتزاز أخريات باسم الحب والزواج. وهذه القصة نرويها لكم اليوم وبكل اقتناع من صاحبتها لأنها، وكما ذكرت ضمن رسالتها، أقسمت الأيمان أن توصل قصتها لبنات جنسها وبكل وسيلة ممكنة، ليتنبهن ويأخذن العبرة من مأساتها، وها نحن اليوم نسرد لكم القصة نزولاً عند رغبة صاحبتها، بدون رتوش سوى الصياغة الأدبية لبعض المفردات العامية، وبعض التفاصيل التي رأينا عدم مناسبة نشرها، وإليكم نص الرسالة: "بدأت قصتي عندما تعرفت على شاب عن طريق علاقة هاتفية، وذلك بعد أن صدقت كلام بعض زميلاتي عن علاقات حبهن وأن كل واحدة منهن معها حبيب، وأنهن يعشن أجمل أيام عمرهن في قصص غرامية.. كل ذلك كان من بدايته كذب ووهم، كنا نرغب في إظهار أنفسنا من خلاله". وتضيف: "نحن فتيات فارغات من الداخل، نبحث عن عاطفة لم نستطع إخراجها من أهلنا، وستندهشون عندما أقول لكم هذا الاعتراف، بأننا فتيات ما زلنا في الصف الثاني والثالث، ولكن ما يميزنا جميعاً، هو أننا التقينا في ظروف مشبعه بالترف وطلبات كل منا مجابة.. جهاز جوال ولاب توب ومصاريف لفتاة جامعية وليست لمن هي في صفوف المتوسطة.. كل ذلك أسباب كانت قوية وكافية لجعل الفتاة السيئة تجر وراءها الفتاة الصالحة، فقد كنا نجد كل دلال من أهالينا وحين نأتي للمدرسة نتبارى في من منا تعرفت على شاب لتعيش قصة حبها الكاذبة". وتواصل الفتاة: "كان من بيننا فتاتان تنسقان عمليات التعارف مع الشباب، وقد كانتا أكبر منا سناً وضياعاً. وقد تعرفت علي الشاب الذي ضيعني من هذا الطريق.. أنا عمري ستة عشر سنة، وما أسطره بين أيديكم حدث قبل ما يقارب عاماً، فقد كنت مثل بقية الشلة أعيش قصة حب كاذبة مع شاب مستهتر يتعاطى المخدرات، وله كثير من التجارب مع فتيات أغواهن وضحك عليهن قبلي، كل ذلك علمته عندما تم القبض علي، فبعد أن تعلقت بحبيبي وفارس أحلامي الذي أغرقني بكلام الحب ولوعة الاشتياق، فكنت ألبي كل طلباته حتى وقعت في فخه الأكبر وضِعتُ". وتضيف: "بعد ما يقارب الشهرين من علاقتنا طلب مني وبحكم الحب والثقة التي أصبحت بين حبيبين أن أعطيه صوراً لي، خاصة ونحن كنا نتقابل أحياناً حين كنت أخرج مع أهلي إلى السوق أو التنزه أو الزيارة، فقد كنت أختلق الأعذار لأكون بمفردي وأستطيع مقابلته.. كان يطلب مني مالاً وأجهزة جوال، وكنت لا أرد له طلباً، بل على العكس كنت أبيع بعض ذهبي من دون علم أهلي لأعطيه ما يريد.. بعدها توالت بيننا الاتصالات واللقاءات وحبي وشوقي إليه يكبر ويزداد يوماً عن يوم، إلى أن جاء اليوم الذي طرح علي فكرة الهرب من منزل أهلي، لأنهم لا يمكن أن يوافقوا خلال هذه الفترة على فكرة ارتباطه بي، وأيضاً لأن ظروفه لا تسمح بذلك، وهو الذي ارتبط بعمل قريب". وتتابع: "صارت فكرة الهرب معه هماً أفكر فيه بالليل والنهار، وازدادت وسوسته الشيطانية كلما حصل بيننا اتصال، وأن الهرب ربما يضع أهلنا أمام الأمر الواقع، وبذلك نقنعهم بالرضوخ والموافقة على ارتباطنا، وبعد شهر تقريباً استطاع بمكره إقناعي بترك منزل أهلي، وقد حدث ذلك فعلاً ووصلت معه إلى شقته، حيث يعيش مع أصدقائه في عزبة، ولم يكن قد أخبرني بذلك من قبل، بل قال: إنه يسكن مع أهله". في الشقة، شعرت الفتاة بمصيبتها، فقد بدأ الشاب بمجرد وصولها محاولاته لهتك عرضها والاعتداء الجنسي عليها. وتقول: "كان قد طلب مني حين أخبرته بموافقتي الهروب معه بإحضار ما أستطيع من مال، وقد سرقت بعض مصوغات أمي، لكنني حين شاهدت الوضع الموجود بالشقة، عرفت أني في خطر، فقمت وعلى حين غفلة الحبيب بالاتصال على أمي، التي ما إن سمعت صوتي حتى انخرطت في البكاء ولم أستطع تمالك نفسي، وأخبرتها بكل شيء وتفاصيل قصة حبي الزائفة وأني موجودة الآن معه في شقته وأنه ينوي أخذي معه في سفر إلى المنطقة الشرقية". وتضيف صاحبة الرسالة: "علمت أن والدي ذهب إلى الهيئة وقدم بلاغ اختفائي، فأعطيت أمي مواصفات سيارته ورقم جواله لتبلغ به والدي، وبالفعل تم مواعدة ذلك الخبيث وتم القبض عليه، واعترفت بكل تفاصيل علاقتي معه، فعلمت أيضا أنه عليه كثير من الشكاوى من فتيات أخريات استطاع الضحك عليهن وابتزاز أموال بعضهن بعد أخذ صورهن وأنه يتعاطى المخدرات. لم يتحمل أبي كل تلك الحقائق التي تكشفت أمامه وما سببت له من عار وأزمة أُدخل بسببها المستشفى بعد استلامي من مركز الهيئة". هذه هي قصتي بين أيديكم، وكلي أمل أن تكون ذات فائدة وتصل لقلوب تعيها، ووالله ما كتبت إلا ليعرف كل شاب وفتاة المعاناة والمأساة التي نضع أنفسنا أولاً وأهلينا ثانياً فيها، كنت قد أقسمت الأيمان لا بد أن أنشر وأوصل قصتي لمعظم بنات جنسي ليفيقوا من أوهام قصص الحب التي نصدقها ونجري وراءها لتسقطنا في متاهات تجر علينا وعلى من ربونا وأحسنوا إلينا الويلات والحسرات، وقد تكون سبباً في فقد أحدهما، والسعيد هو من اتعظ بغيره.