أفادت الجمعية الفلكية بجدة أن سماء السعودية وكامل النصف الشمالي من الكرة الأرضية تشهد من منتصف ليل غد الثلاثاء وإلى ما قبل شروق الأربعاء 13 أغسطس ذروة تساقط شهب الصيف الكلاسيكية "البرشاويات". وقالت: "يتزامن تساقط البرشاويات مع وجود القمر الأحدب المتناقص في السماء ما سوف يقلص عدد الشهب المشاهدة العام الجاري.
وأوضحت: "بشكل عام فإن البرشاويات عند الذروة تتساقط عادة في ليلة خالية من وجود القمر في السماء بمعدل يزيد على 50 شهاباً في الساعة، ولكن ضوء القمر هذا العام سوف يطمس شهب البرشاويات الضعيفة، ولكن الفرصة ستكون متاحة لرؤية الشهب البراقة الملونة والتي تترك خلفها ذيلاً من الغاز المتأين يدوم للحظة بعد اختفاء الشهاب".
وبينت: "يعتبر رصد البرشاويات أفضل في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويمكن أيضاً رؤيتها في المناطق الاستوائية والمجاورة لخط الاستواء في خط العرض في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، في حين أن المناطق الواقعة في خطوط العرض بالنصف الجنوبي من الكرة الأرضية فإن عدد شهب البرشاويات التي يشاهد في ذلك الجزء من العالم لن يكون كبيراً، كما هو الحال في خطوط العرض الشمالية؛ وذلك بسبب أن نقطة انطلاق شهب البرشاويات لا ترتفع عالياً في السماء أبداً".
وقالت: "على الرغم من ذلك فإن أكبر عدد متوقع للبرشاويات في النصفين الشمالي والجنوبي من الكرة الأرضية سيكون في الساعات الأخيرة قبل ضوء الفجر، ولن توجد حاجة لاستخدام معدات خاصة للرصد، فقط النظر بالعين المجردة إلى الأفق الشمالي الشرقي من موقع مظلم بعيداً عن أضواء المدن، ويرصد في السعودية فإن أفضل وقت تتساقط فيه الشهب حوالي الساعة 2 فجراً وحتى ضوء الفجر 13 أغسطس".
واستكملت: "يلاحظ عند تعقب مسار شهب البرشاويات أنها تنطلق ظاهرياً من مجموعة نجوم برشاوش وهو السبب في تسميتها بالبرشاويات، إلا أن البرشاويات يمكن أن تظهر من كل مكان في السماء".
ونوهت إلى أن سبب حدوث شهب البرشاويات في هذا التوقيت يعود إلى أن الأرض أثناء دورانها حول الشمس تعبر خلال مدار المذنب "سوفت توتال". وعلى الرغم أن المذنب الآن يتحرك في الجزء الخارجي من نظامنا الشمسي، فإن بقايا الغبار المنفصلة عنه تمتد متبعثرة لمئات الملايين من الكيلومترات في الفضاء، وهذه البقايا الغبارية تتبخر أو تحترق أعلى الغلاف الجوي للأرض؛ بسبب احتكاكها بالهواء في صورة وميض من الضوء، وتحدث الذروة عندما تعبر الأرض من خلال تجمع كثيف من بقايا غبار المذنب وجزئياته الجليدية وفي كل 133 سنة ذلك المذنب الضخم يعود إلى الجزء الداخلي من النظام الشمسي.
يشار إلى أنه مع بدء تلاشي ظلمة الليل إلى ضوء الفجر وقبل شروق الشمس يمكن رؤية ألمع كوكبين الزهرة والمشتري يزينان الأفق الشرقي من السماء.