1200 قتيل راحوا ضحايا زلزال مدمّر في جازان عام 1941 أشد درجة يمكن أن تتعرَّض لها المنطقة 6.2 ريختر في اليابسة و 7 في البحر "شربينى": استخدام خرسانات الصب الجاهزة بالمناطق الزلزالية .. خطر فهد كاملي- سبق- جازان: بعدما أن شهدت منطقة جازان، يوم الأحد، وقوع عشر هِزات أرضية، بلغت قوة أولاها 3.77 درجة على مقياس ريختر، ثم تبعتها تسع هِزات تراوحت بين "1.07 و2.4" درجة على مقياس ريختر, فيما تمّ رصد 52 هِزة أرضية فيها خلال نهاية شهر ربيع الأول من هذه السنة 1435ه في الموقع نفسه ما أثار تساؤلات عددٍ من المواطنين والأهالي عمّا سيحدث بجازان بعد هذه الهِزات، خصوصاً قرب وقوع الهِزات الجغرافية من سد وادي بيش العملاق, وسقوط مجموعة من الصخور بجبل ماغص القريب من موقع السد.
"المدني": لا أضرار أكّدت المديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة جازان، على لسان متحدثها الرائد يحيى القحطاني، ل "سبق"، أنها لم تتلقَّ أيَّ بلاغاتٍ بأضرارٍ من جرّاء الهِزة الأرضية التي ضربت منطقة جازان, مشيراً إلى أنهم تلقوا بلاغات بشعور بالهِزة من المواطنين، مشيراً إلى أن الدفاع المدني على أتم استعدادٍ في حالة الطوارئ - لا قدّر الله.
وقال مدير عام المركز الوطني للزلازل والبراكين المهندس هاني زهران: "منطقة الأحداث الزلزالية الحالية هي المنطقة نفسها التي تمّ رصد 52 هِزة أرضية فيها خلال نهاية شهر ربيع الأول من هذه السنة 1435ه، حيث استمرت لمدة 12 يوماً وكانت قوة الهِزة الرئيسة آنذاك 5.1 درجة على مقياس ريختر، ووقعت يوم الخميس الموافق 22 / 3 / 1435ه، على الصدع نفسه".
تمدُّد قشري وأضاف: "منطقة جازان تقع تحت تأثيرات إجهاد شدّ يتعامد في اتجاهه مع اتجاه البحر الأحمر، ويعمل على حدوث تمدُّد قشري يتسبّب في ضعف سُمك القشرة الأرضية؛ ما يؤدي إلى حدوث تحركات على الصدوع الموجودة في المنطقة وحدوث الزلازل".
الزلزال المدمّر وكشف رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض بجامعة الملك سعود، الدكتور عبد الله بن محمد العمري رداً على تساؤل ومخاوف المواطنين من تعرُّض سد بيش للخطر، قائلاً: "مع الأسف السدود في منطقة جازان لم تأخذ الزلازل في عين الاعتبار، ولفت الانتباه إلى أنه عام 1941م حدث آخر زلزال مدمّر في جازان، قُتل فيه تقريباً 1200"، موضحاً أن أشد درجة من الزلازل التي يمكن أن تتعرّض لها منطقة جازان قد تصل إلى 6.2 ريختر في منطقة اليابسة و7 في البحر.
وكانت جامعة جازان - ممثلة في كلية الهندسة - قد أجرت عدداً من الدراسات لوضع سد وادي بيش؛ حيث أكّد الأستاذ المساعد في الهندسة الإنشائية بكلية الهندسة بجامعة جازان الدكتور هشام شربيني، خلال محاضرته "المخاطر الزلزالية للمنشآت سابقة الصب"، خطورة استخدام خرسانات الصب الجاهزة في البناء بالمناطق الزلزالية؛ كونها غير مقاومة للزلازل والحرائق.
الصين والتصميم وأكّد المتخصّص في هندسة المياه والهيدروليكية الدكتور ياسر عبد الله، عدم تأثر السدود الكبيرة بالزلازل، ونسبة تأثرها لا تتجاوز 6 %؛ مستشهداً بالزلزال الذي حدث في الصين 2008م وكانت قوته 7. 9 على مقياس ريختر، وزلزال الهند 2010م بقوة 8. 8 على مقياس ريختر، وكليهما لم يحدث فيهما أي انهيارات؛ مشيراً إلى أن من الأسباب التي تؤثر في سلامة السد وصولاً إلى انهياره: سوء كفاءة التصميم، وسوء الصيانة؛ مؤكداً أن سد وادي بيش هو من السدود الكبيرة التي قامت بها شركات متخصّصة في هذا المجال.
تقييم المنشآت وبيّن وكيل كلية الهندسة الدكتور جبريل خمج، أنه تمّ عقد عددٍ من المحاضرات المتعلقة بالمناطق الزلزالية، وتأتي في إطار التعاون بين الجامعة والدفاع المدني، وفرع وزارة المياه بالمنطقة؛ من أجل تقييم المنشآت المائية بجازان عموماً، ومنها سد وادي بيش بشكل خاص، والاستفادة من خبرات الجامعة العلمية الحديثة المبنية على دراسات وبحوث ميدانية تُعنى بهذا الشأن، ووافقت إدارة جامعة جازان على مقترح إنشاء وحدة نُظم المعلومات الجغرافية، بمعهد البحوث والخدمات الاستشارية بالجامعة.