منذ 20 عاماً ومسلمو مدينة ليون الفرنسية يلهجون بالدعاء للملك فهد بن عبدالعزيز، الذي ساهم في بناء جامع ليون الكبير عام 1994م، عندما قدّم 90 % من تكاليف المشروع التي تجاوزت 3.5 مليون يورو، وهو ما يمثل ثروة طائلة في ذلك الحين. ويحتفل الجامع الكبير خلال رمضان الحالي بمرور عقدين على إنشائه، ومن المنتظر أن يتم تكريم كافة المساهمين في تنفيذه وتشغيله خلال السنوات الماضية.
وجامع ليون الكبير ثاني أكبر مسجد في فرنسا من حيث درجة السعة والاستيعاب والإشعاع، إذ يؤم المسجد ما يقرب من 4000 مسلم ومسلمة لأداء فريضة الجمعة، وزهاء 12 ألف مسلم ومسلمة في صلوات الأعياد.
"منذر نجار" خطيب الجامع الكبير قال ل "سبق": "يتمتع الجامع بإدارة مستقلة، فهو لا يتلقى أي إعانة حكومية (التزاماً بقانون 9 ديسمبر 1905 القاضي بفصل مقار العبادة عن الدولة الفرنسية)، كما أنه لا يتلقى أي إعانة مالية من الخارج، ويعتمد في تمويله على تبرعات المسلمين، وعلى العائدات التي تدِرّها النشاطات التي ينظمها".
وواصل: "تتمركز نشاطات جامع ليون الكبير حول عدة جمعيات تتمثل في المجلس الإسلامي لمقاطعة الرون- ألب، وتم تأسيس هذه الجمعية وفقاً لقانون 1905، ومهمتها تنظيم كافة النشاطات الثقافية بجامع ليون الكبير".
وتابع: "تضبط الجمعية التوزيع الزمني للأئمة، وتنظيم الصلوات وأداءها، والاعتناء بكل المسائل ذات الطابع الديني، وجمع التبرعات لتمويل السير الحسن لجامع ليون الكبير، وتساهم أيضاً في تمويل مشاريع بناء المساجد، وجميع الأنشطة الإنسانية التي ترمي إلى مساعدة الشعوب التي تعرضت لكوارث طبيعية، ومن مهامها أيضاً جمع وتوزيع الزكاة بأصنافها زكاة الفطر، وزكاة المال، والتبرعات الأخرى".
واستطرد: "سعى الجامع لتخصيص مواقع لدفن المسلمين في مقابر المنطقة (فيلوربان وليون وفينيسيو، وغيرها) بالتنسيق مع الهيئات البلدية المعنية، ويبذل الجامع الكبير قصارى جهده لتوفير جو أخوي يعزز التبادل بين المسلمين والتطوير الثقافي، وإيجاد حوار حقيقي بين الأديان، وذلك بحضور ممثلين عن مختلف الطوائف الدينية الأخرى".
وأردف: "يمارس الجامع العديد من الأنشطة الثقافية، في مقدمتها تعليم اللغة العربية، وتلقين مبادئ الإسلام، ويسجل سنوياً أكثر من 400 طالب (قرابة 250 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و 14 سنة و 150 بالغاً)، ويتابعون دروساً يقدمها أساتذة أكفاء، جنباً إلى جنب مع تقديم دروس الدعم الدراسي لتلاميذ المدارس والثانويات".
وأبان أن الجامع ينظم رحلات للعائلات تصل إلى الكثير من المدن السياحية، من أهمها جنيف، وبارك لو بال، وبارك دو بوغر، والأندلس، ويشرف على تنظيم أيام ثقافية وأمسيات للإنشاد الديني، وحفل اختتام السنة للأطفال وعائلاتهم، وترصد مداخيل هذه الأيام للمشاريع الخيريّة ببعض الدول الإفريقية والآسيويّة.
وأشار إلى أن من أهم الأنشطة تنظيم ملتقيات بين الديانات، ومؤتمرات دوليّة تجمع المتخصصين وعلماء الدين، بالإضافة إلى اجتماعات لأئمة المنطقة.