تتعدد الأنشطة وتختلف الأعمال التطوعية التي تنشط خلال شهر رمضان، داخل الجامع الكبير في ليون، وتستمر يومياً حتى نهاية شهر رمضان المبارك، وتتكثف خلال الأيام العشرة الأخيرة من الشهر، حيث يتم توزيع "شربة القلب" و "كسكسي الصداقة"، لتحسين صورة الإسلام في الشوارع، ويوزع جامع ليون الكبير ألف وجبة يومياً في شهر رمضان. ومع إعلان رؤية الهلال، يتجند جامع ليون الكبير بمعية الجالية المسلمة لتحضير شربة ساخنة تم الاتفاق على تسميتها "شوربة القلب" والهدف من وراء هذه المبادرة اليومية، تقديم شيء من الدفء الإنساني لكل المحتاجين، وإعطاء الفرصة لما يزيد عن 600 شخص بقضاء وقت سعيد في فضاء من التراحم والتآخي خلال تناول وجبة الإفطار في رمضان.
ويتواصل نشاط توزيع الأطعمة خلال رمضان ويمتد للوجبة المغربية الشهية "الكسكسي"، حيث ينظم الجامع مبادرة تحت اسم "كسكسي الصداقة"، حيث يجهز الجامع يومياً ما يقارب ال 350 وجبة وينطلقون بها لصالح الطبقة المعدومة بمدينة ليون بساحة "لي تيرو"، حيث يتم توزيعها على تلك الفئة لتحقيق الأجر ومحاولة التعريف بالإسلام، ودائما تجد تلك البادرة الكثير من الشكر والترحاب من المعدومين ومن عامة سكان المدينة.
وتنجح المبادرات الغذائية دائما في تقريب قلوب المسلمين وغيرهم من الديانات الأخرى، حيث يعمل في الجامع عدد من الشبان الطموحين الذين يخرجون من أعمالهم إلى مقر الجامع الكبير، ليمارسوا تلك الأدوار الإيجابية التي تسعى لرسم صورة زاهية عن الدين الإسلامي.
عبدالغني، مغربي الجنسية، أحد المشاركين قال ل "سبق": دائما ما تؤثر هذه الوجبات إيجاباً في نفوس المعدمين والفقراء، بل إنهم يفرحون بدخول شهر رمضان، ويحتفلون سنويا لعلمهم أنهم لن يعانوا من أي جوع خلال الشهر الفضيل.
ويضيف: عدد منهم زار الجامع الكبير بعد أن مررنا بهم في الساحة الكبرى، والحمد لله أعلن البعض إسلامه خلال السنوات الماضية.