أصبحت ظاهرة إرسال الرسائل أثناء النوم أو ما تسمى علمياً بحالة "Sleep Texting" ، تشكل قلقاً لدى الأطباء عالمياً، بعد انتشارها بين المراهقين من مدمني استخدام الأجهزة الذكية، وسط دراسات تشير إلى احتمالية أن يصبح هذا المرض وراثياً. وقال الأخصائي النفسي بمجمع الأمل للصحة النفسية في المدينةالمنورة ناصر عطية الله الذبياني ل "سبق": "مع التقدم في التكنولوجيا وتوفرها لدى الأطفال والمراهقين كالتقدم في الجوالات الذكية وسهولة استخدامها وخاصة في سرعة الكتابة والإرسال فقد نشأ من خلال هذه التكنولوجيا اضطراب حديث يسمى اضطراب الكتابة أثناء النوم ".
وكشف "الذبياني" أن احد أهم أسباب حدوث هذه الحالة هو استخدام المراهقين للأجهزة الذكية في كتابة الرسائل والرد والتفاعل مع كل الرسائل الصادرة والواردة قبل النوم، مما قد يؤدي إلى استمرار تفاعل الجسم والعقل، في استمرار إرسال واستقبال الرسائل.
وأشار "الذبياني" إلى دراسة أجراها الدكتور ماركوس شميدت، من معهد طب النوم في أوهايو، تفيد بأن أربعة من أصل خمسة مراهقين يضعون هواتفهم المحمولة قرب أسرتهم في غرفة النوم، بينما واحد فقط في كل 10 مراهقين يطفئ جهازه عند النوم، مما قد يؤدي إلى السلوكيات الحركية الشائعة أثناء النوم، بما في ذلك الوصول للهاتف عندما يرن.
وأوضح "الذبياني" أن علاج هذه الحالة يتم من خلال أسلوب العلاج المعرفي السلوكي، وذلك بالنوم الكافي المنظم من 8:9 ساعات يومياً لتخفيف الاضطرابات الناتجة عن قلة النوم ، كما أن النوم المنظم يساعد على الاستقرار النفسي والجسدي فيستقر عنده ضغط الدم ويضبط الموصلات العصبية في الدماغ وينظم إفراز الغدد ويخفف من الاكتئاب. ونصح "الذبياني" المراهقين بالتخفيف من الضغوط النفسية والاجتماعية، وعمل برامج رياضية، وممارسة الهوايات، والتقليل من استخدام الجوال في كتابة الرسائل، والنوم في غرف هادئة وخالية من التكنولوجيا وخاصة الجوالات، وعدم استخدام الجوال قبل النوم، ومشاركة الأسرة، والقيام بأعمال تطوعية في المجتمع ، و عمل جداول منظمة للأنشطة اليومية يتخلله وقت محدد لاستخدام التكنولوجيا.
يُذكر أن هذا المرض شبيه إلى حد ما بمرض "المشي أثناء النوم" والذي يذكرنا بالقصة الشهيرة المتداولة في ميل ميزان الحق ، قصة الشاب ألبرت الذي قتل خطيبته ماري في منتصف القرن 19 وبدل أن يذهب الى حبل المشنقة خرج بريئا , بعد أن لفق محاميه بالتواطئ مع شهود زور مأجورين حكاية " القاتل النائم " واستطاع إقناع المحكمة ببراءة موكله.
ويخشى متابعون أن يصبح مرض ممارسة الرسائل النصية أثناء النوم عذراً جديداً لبعض الممارسات الخاطئة على غرار مرض المشي أثناء النوم، وقد يصبح موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" نافذةٍ جديدة لنثر إبداعات أولئك المرضى، بعد أن أصبح هناك ملاذاً آخراً آمناً لهم غير الاسطوانة المستهلكة للتبرير بأن الحساب قد تعرض للاختراق.