قال مصدر أمني سعودي اليوم السبت إن نحو 25 معتقلاً سابقاً في سجن جوانتانامو عادوا مرة أخرى إلى صفوف المتشددين، بعد أن خضعوا لبرنامج إعادة تأهيل "المناصحة" الذي تنفذه المملكة. وكانت السعودية أعادت 12 شخصاً من معتقل جوانتانامو وخضعوا لبرنامج إعادة التأهيل الذي يتضمن مراجعات دينية يقوم بها علماء شرعيون واختصاصيون اجتماعيون ونفسيون, ويشمل مساعدات مالية لبدء حياة جديدة للموقوفين بعد الإفراج عنهم, وشمل البرنامج 300 شخص، ضمن جهود مكافحة الإرهاب, وقد نجحت الأجهزة الأمنية في ضربات استباقية ناجعة لفلول الإرهابيين. وقال عبد الرحمن الهدلق مدير عام الإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية والتي تشرف على إعادة التأهيل: إن نحو 11 سعودياً من السجناء العائدين من جوانتانامو, انتكسوا وعادوا إلى اليمن، حيث تركز "القاعدة" عملها، بينما أودع آخرون السجن مرة أخرى، أو قتلوا بعد مشاركتهم في البرنامج. وأشار الهدلق إلى أن الروابط الشخصية القوية بين السجناء السابقين, وأيضاً أساليب الولاياتالمتحدة القاسية هما السبب في أن نحو 20 % من السعوديين العائدين من جوانتانامو عادوا إلى التطرف، مقارنة ب 9.5 % من المشاركين الآخرين في برنامج إعادة التأهيل. وقال الهدلق في مؤتمر صحفي - وصفته رويترز بأنه " نادر"- بشأن الجهود السعودية لمكافحة الإرهاب إن الأفراد من الجماعات الأخرى لم يعانوا من أي تعذيب كالذي عانى منه سجناء جوانتانامو, مؤكداً أن التعذيب هو الشيء الأخطر في صناعة التطرف والإرهاب, لأن المزيد من التعذيب يؤدي إلى المزيد من التطرف. وعلى الرغم من الانتكاسة لدى بعض العائدين من جوانتانامو، تعد السعودية برنامج إعادة التأهيل، الذي يستهدف المتشددين الذين قضوا فترات في السجن ناجحاً. وقال الهدلق إنه لا شك أن البرنامج كان له أثر. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمر بغلق سجن جوانتانامو بعد توليه منصبه في يناير 2009 م الماضي، لكن خططه تعطلت. ويوجد في جوانتانامو حالياً نحو 180 سجيناً من بينهم 13 سعودياً. وفي ذروته كان السجن يضم نحو 780 سجيناً. وأضاف: أن السعودية تخطط لبناء خمسة مراكز جديدة لإعادة التأهيل يسع كل منها 250 شخصاً. وتهدف خطط التوسعة في جانب منها إلى استيعاب 991 من المشتبه بانتمائهم ل"القاعدة" بعد الإفراج عنهم في نهاية المطاف، وقالت إنهم ينتظرون المحاكمة فيما يتصل بثلاثين هجوماً منذ عام 2003. وحكمت محكمة سعودية في يوليو الماضي بالإعدام على أحد المتهمين, لم يكشف عن اسمه وقضت بأحكام بالسجن تصل إلى 30 عاماً على آخرين في أول محاكمات يعلن عنها منذ القبض عليهم.