ضمن فعاليات صيف نادي أبها الأدبي الثقافية، شاركت محافظة النماص، بأمسية ثقافية، اشتملت على أمسية شعرية، وقراءات سردية وأمثال وحكايات شعبية، إضافة إلى عرض مرئي. قدم للأمسية عارف جمعان الجبيري، وتحدث في مقدمة قصيرة عن مدينة الغيم "النماص"، وتطرق لمنتجها الثقافي من حيث المبدعين والشعراء والأدباء، قائلاً: "إننا نسعد هذا المساء أن نكون بينكم في هذا المجلس العامر، في نبذة من الشعر وفي أمثال وحكم شعبية تمتد في جذورها إلى عمق التاريخ، ولها دلالات كبيرة نتجت عن معاناة ومواقف، فأصبحت مواطن يستشهد بها في المواقف التي تشبهها.
وتحدث الضيف الأول في الأمسية علي بن محمد العسبلي، في محاضرة بعنوان "أصالة اللهجة المحلية من خلال الأمثال الشعبية"؛ حول عددٍ من الأمثال الشعبية وحكاياها من خلال كتابه "الأمثال الدارجة في بلاد رجال الحجر"، قام بتوزيع نسخة منه على حضور الأمسية، لافتاً إلى أن الإتيان على مثل هذه الأمثال يأتي رغبة في وصول الرسالة عن طريق النادي إلى أكثر عددٍ من الشباب.
وأشار إلى أنه اهتم بتدوين تلك الأمثال منذ أن كان صغيراً مما كان يسمعه دارجاً، ثم جمعها وشرحها في كتابه، وخلُص من ذلك إلى أن الأمثال العربية مكونة من أنواعٍ ثلاثة؛ الأول ما حفظ باللغة العربية الفصحى منذ القدم وتوارثته الأجيال حتى وقتنا الحاضر، ولا يزال منتشراً ومستخدماً في بلاد رجال الحجر مكان الدراسة ومنطقة عسير والمملكة عموماً؛ والنوع الثاني أمثال حصل عليها بعض التحريف أو التغيير في اللهجة، لكنها لا تتعارض مع اللغة؛ والثالث أمثال محلية صادرة من المكان ودارجة في محله فقط.
وبين "العسبلي" أنه بسبب التواصل الاجتماعي طرأت أمثال جديدة آتية من دولٍ أخرى، وأصبح المجتمع المحلي يتعاطى معها ويستخدمها، وانتقد ظاهرة استخدام المفردات غير العربية حديثاً وإدخالها على العربية، والذين يرون أن ذلك من مظاهر الرقي والثقافة, ثم تناول شيئاً من تلك الأمثال بالذكر والشرح التفصيلي لنشأتها, وفي ختام حديثه أتيح المجال أمام الحضور ليتحاوروا معه حول ما أورده في محاضرته.
وفي الفقرة الثانية من الأمسية عرض محمد اليوسي الشهري، فيلماً قصيراً، يتحدث عن القرى التراثية في محافظة النماص، ثم بدأت الأمسية الشعرية، والتي شارك فيها الشعراء: "فايز بن أحمد البكري، وعوض بن يحيى العمري، ومحمد اليوسي الشهري"؛ حيث قدم مدير الأمسية لكلٍ منهم بنبذة تعريفية، ثم قرأ الشعراء نصوصهم الشعرية على مدى جولتين شعريتين. وأكد عضو مجلس إدارة أدبي أبها، ظافر الجبيري، أن نادي أبها الأدبي يفخر بنتاج المحافظات، وشكر الضيوف على ما قدموه في أمسيتهم.
وقال ضيف النادي الدكتور نايف الرشدان، في كلمته: "إن جمالية هذه الأمسية تكمن في تنوع ما قدم فيها"، وتمنى أن تكون الأمسية أعطت مجالاً لنوع من الشعر لم يكن موجوداً؛ مثل التفعيلة أو قصيدة النثر؛ حتى تعطي انطباعاً كاملاً عن المنطقة، وأثنى على النسيج اللغوي المتميز في الأمسية, وقال: "يبدو أن أساتذتكم في اللغة كانوا متميزين كثيراً, أحييكم وأحيي أساتذتكم". وفي ختام الأمسية كرم النادي ضيوف الأمسية من محافظة النماص.