عقد المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي ملتقاه الأدبي لشهر محرّم المنصرم بالرياض, وكان اللقاء بعنوان (الشاعر أحمد بن يحيى البهكلي في تجربته الشعرية) , وقد أداره الدكتور ناصر الخنين نائب رئيس المكتب, والأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, وحضره جمع من الأدباء والمثقفين ومحبي الأدب الإسلامي. شكر الشاعر أحمد بن يحيى البهكلي الرابطة على إتاحة هذا الّلقاء ثمّ تحدث عن أبرز المؤثرات في تجربته الشعرية، وهي : - التنقلات المستمرة بين عدد من مدن المملكة في طلب العلم مثل جازان و الرياض وأبها ، وغيرها, ثم سفره إلى أمريكا لنيل درجة الماجستير. - تتلمذه على العلماء والأدباء في منطقته ، ومنهم والده، والشيخ عبدالله القرعاوي ودراسته في المعهد العلمي في صامطة ومنهجه السلفي . التواصل مع عدد من الشعراء البارزين الذين كانوا في أبها مثل الشاعر السوري علي دُمّر, والشاعر المصري محمد بدر الدين , والشاعر السوداني محجوب عمر , والأستاذ أحمد بيهان. والمراكز الصيفية التي كانت تستضيف أعلام التربية والأدب. وطلبه العلم في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على عدد من نخبة الأساتذة مثل الدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا, والدكتور عبدالقدوس أبو صالح, والدكتور عبدالحليم محمود, والدكتور عمر عودة الخطيب الذين أحبهم وأحب طريقهم الذي ساروا عليه. وفلسطين كانت الشرارة التي قدحت جمرة الشعر في أعماقه عندما رأى معلمه يبكي أمامه في قاعة الصف أثناء اختبارات نهاية العام ، لسقوط القدس وباقي فلسطين هزيمة العرب في حرب حزيران 1967م. وما زالت تلك اللحظة تعمل في ذاكرته متوقدة! . وكان ديوان الشاعر العراقي هدية أستاذه له نموذجا شعريا مبكرا في بنائه الشعري، وكتابات المنفلوطي والرافعي وشكسبير، والمكتبة الوطنية في الرياض من أبرز منابعه الأدبية والثقافية.وتحدث الشاعر البهكلي عن صلته بالأندية الأدبية ، وإسهامه الفاعل في أنشطتها ، فقد حصل على عضوية النادي الأدبي ، وجمعية الثقافة والفنون في الرياض ، وعلى عضوية نادي جازان الأدبي ، وعضوية رابطة الأدب الإسلامي العالمية. وأسهم في تحرير ملحق الجزيرة الأدبي ,وقدم الكثير في المنتدى الأدبي في معهد الرياض العلمي, ومسرح كلية الشريعة وكانت منارة , ثم انتقل إلى جامعة الملك سعود, ووجد فرصة لإغناء تجربته في اللغة العربية في معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها ومن أبها الجميلة انطلقت موهبته الشعرية الحقيقية وصدرت مجموعته الأولى: (الأرض والحب ) قبل الانتقال إلى الجامعة . أما مجموعته الشعرية الثانية : ( طيفان على نقطة الصفر ) فقدمها إلى الأستاذ محمد علي السنوسي رحمه الله، وصدر عن نادي جازان الأدبي عام 1400ه .وقدم مجموعته الثالثة : ( أوّل الغيث ) إلى الأستاذ الأديب عبدالله بن إدريس فصدرت في نادي الرياض الأدبي عام 1412 ه .وله ديوانان تحت الطبع . وقد وجدت دواوينه اهتمام النقاد النقاد والدارسين فكتب دراسات نقدية كثيرة حولها في الدوريات المحلية ، وقدمت رسالة ماجستير عن شعره. وقف الشاعر أحمد البهكلي مع الشعر قائلا : إنّ اللحظة الشاعرية تحتاج إلى اقتناص, فأحياناً أكتب المطلع ثمّ بعد أربع سنوات أكمله, وأحيانا أكتب ثلاثين بيتا في جلسة واحدة أو ساعة واحدة، وقد أكون في السيارة فأتنحى جانبا لأكتب قصيدة!، لقد شاركت في عشرات الأمسيات الشعرية ولكن ما رأيت عائقا للشعر مثل طغيان الجانب الإداري على المبدع , ولاشك في أنّ شعور الإنسان بأنّه وصل أدبيا وإبداعيا وتضخيم الذات هو الوصول إلى المحرقة!.