تقول صحيفة "التايمز" البريطانية، اليوم السبت، إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أصبح جزءاً من "مشكلة العراق وليس حلها"، وإن رحيله أصبح ضرورياً، قبل أن يحدث تدخل أمريكي ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش". وتحت عنوان "حان وقت تنحي نيكسون الشرق الأوسط" في إشارة إلى "المالكي"، يقول الكاتب البريطاني مايكل بيرلي: إن مستقبل العراق معلق ب"المالكي" الذي أصبح الغرب ينظر اليه باعتباره شخصية معزولة وبلا طعم، وفي الوقت الذي يظن رئيس الوزراء المحاط بالمشاكل أن وجوده ضروري لصد هجمات "داعش"، يدرك معظم الشيعة في العراق قبل السُّنَّة أن "المالكي" أضحى جزءاً من معضلة البلاد وليس الحل، على حد قوله.
ويضيف "بيرلي" أن هناك بعض الصفات المشتركة بين "المالكي" والرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون، الذي اضطر للتنحي في بداية فترة رئاسته الثانية؛ بسبب فضيحة "ووترغيت" تحت وطأة تهديد الكونغرس، حيث شهد البرلمان العراقي انقساماً حول منح "المالكي" صلاحية إعلان حالة الطوارئ، ربما لتشككهم في كيفية استغلاله لتلك السلطة.
وأشار الكاتب إلى أن جنون العظمة من بين الصفات المشتركة بين الرجلين، وظهر ذلك مع تقلد "المالكي" لمهامه؛ حيث انتزع كل المناصب من القادة السُّنَّة بداية من البنك المركزي وحتى جهاز المخابرات، حتى إن بعضهم فرَّ من البلاد، كما فعل نائب الرئيس السابق طارق الهاشمي.
وينهي الكاتب مقاله بأن خطة "المالكي" الوحيدة لمواجهة "داعش" هي حشد العراقيين الشيعة، وهو الحل الذي سيكون بمثابة استخدام صفيحة من البنزين لإخماد النار، وبالتالي فإنه يتعين على الغرب التأكد من انتهاء دور "المالكي"، وهو ما قد يعطي بعض الطمأنينة للعراقيين السُّنَّة لمحاربة التطرف في بلادهم، جنباً إلى جنب مع الشيعة.