اضطرت شركة "آبل" الأمريكية، إلى العدول عن عدم نشر رسم يظهر امرأة عارية على "الآي باد" وإلى رفع الرقابة التي فرضتها على كتاب الرسوم المتحركة المقتبس من رواية "أوليس" للكاتب الإيرلندي جيمس جويس، إثر الاحتجاجات التي أعقبت القرار، حيث سمحت بنشر رسمين يظهران امرأة عارية ورجلين يتبادلان القُبل، يتضمنهما كتابان للرسوم المتحركة تم اقتباسهما من رواية الكاتب جيمس جويس "أوليس" ومن مسرحية "ذي إمبورتنس أوف بيينغ إيرنيست" (أهمية أن تكون منتظماً) للكاتب الإيرلندي أوسكار وايلد. "آبل" و "الأحد الدامي" وتزامن قرار "آبل" مع إحياء يوم "الأحد الدامي" الأربعاء 16 يونيو، من قبل عُشاق رواية الكاتب جيمس جويس، التي تدور أحداثها كذلك في 16 يونيو من العام 1904. وأعرب عشاق الرواية عن قلقهم عند علمهم بالطلب الذي تقدمت به "آبل" إلى الرسام روبير بيري، كي يُعيد النظر في رسمين تظهر فيهما امرأة عارية. بعدها دخل الرسام بيري في مفاوضات مع "آبل" واقترح أن يضيف على رسمه ورقة تين لتغطية بعض الأجزاء من الصورة التي تثير الجدل، لكن "آبل" رفضت اقتراحه. وقال بيري في حديث مع قناة فرانس 24: "اتفقنا في نهاية الأمر على وضع نقاط مكان بعض الصور، لكننا لم نفكر أبداً في إعادة رسم الصور بأكملها". وأضاف: "تلقينا مكالمة هاتفية من "آبل" تقول: إن كل ما له علاقة بالعُري يجب إزالته، طلبوا منا ذلك بلطف لكن بحزم".
"لقد ارتكبنا خطأ" ثقل الاحتجاجات التي خلفها قرار "آبل" في الصحافة، جعل مجموعة ستيف هوبز، تغير رأيها، وجاء في رد الناطق باسم "آبل" ترودي ميلير من خلال رسالة إلكترونية نُشرت الاثنين على الإنترنت: "لقد ارتكبنا خطأ (...) اقترحنا على مطوري البرامج وضع رسومهم الأصلية وتحديث برامج الآي باد، كي تؤخذ من جديد بعين الاعتبار، ومن ثم بات بالإمكان اعتبار أن صفحات قضية رسوم "أوليس" قد طُويت. وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها رواية "أوليس" للرقابة وتخرج منتصرة في آخر المطاف، ففي عام 1921، اعتبرت شركة "نيويورك سوسايتي فور ذي سابريشون أوفيس" أن الرسم فاحش، وتمكنت من منع بيع الكتاب في المتاجر، بيد أن محكمة في ولاية نيويورك، نصرت "أوليس" في 6 ديسمبر 1993، وحكمت برفع الحظر المفروض على بيع الرواية. وبخصوص إفلات الرواية من مقص الرقابة من جديد، يغتبط الرسام روبير بيري قائلاً: "هذا الانتصار يضاف إلى سلسلة الانتصارات التي حققتها رواية أوليس حتى تتغير العقليات. فبعد 88 سنة من تعرضه للرقابة في الولاياتالمتحدة، يُظهر جيمس جويس، أن الحرية الفنية هي إحدى الركائز الأساسية للإبداع، ويجب أن نحفظ مكانها في عالمنا المعاصر".
أمر سخيف وقال روثوسكي مدير موقع "ثرو أووي هورس" الذي ينشر الرسوم المتحركة التي تظهر في "أوليس سين"، في مكالمة مع فرانس 24: إننا "لا نحب كلمة رقابة، آبل لها الحق ولها مبرراتها في اتخاذ قرار عدم نشر صور أجساد عارية. إننا نعتقد أن هذا الأمر سخيف بطبيعة الحال. وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يضطر الفنان إلى ممارسة الرقابة على نفسه لكي يتم نشر أعماله من قبل "آبل"؟ وأشاد روثوسكي برفض هذه الفكرة بقوله: "سنستمر في نشر المحتويات التي نشاء على موقعنا الإلكتروني، آبل ليست الحكومة". لكن روثوسكي يعترف على الرغم من ذلك أن هذه البلبلة التي ولدتها قصة الرقابة التي مارستها "آبل": "كانت فرصة لإعطاء الناس فرصة الاطلاع على الروايات الكبرى من خلال كُتب الرسوم المتحركة. فالشخص الذي حدثني من آبل لم يكن يعرف من هو جيمس جويس..." كذلك مكنت قصة الرقابة هذه رسوم "أوليس سين" من الاستفادة من الترويج من دون صرف أموال لذلك.