تضم المساجد والجوامع في المملكة أعداداً كبيرة من أجهزة التكييف والمراوح والإضاءة بأنواعها، وجميعها تبقى في وضع التشغيل لفترات طويلة من قبل حراسها، وبإيعاز من الأئمة والموذنين، دون الاكتراث لعملية هدر الطاقة وزيادة الأحمال الكهربائية، وقبلها الإسراف الذي تحذر منه منابرها. ويقدر عدد المساجد في المملكة بنحو 100 ألف مسجد، وعدد الساعات الفعلية لوجود المصلين خلال الخمس صلوات لا يتجاوز الأربع ساعات، في حين تبقى الأجهزة الكهربائية تعمل لساعات طويلة، خصوصاً بعد صلاتي الفجر والعصر، بشهادة المصلين.
وفي الوقت الذي يعترف القائمون على المساجد بحجم الإسراف في كميات الطاقة؛ إلا أنهم يرون في حديثهم ل"سبق" أن ذلك يبعث الطمأنينة والروحانية لدى المصلين وهم يجدون المسجد بأبهى الحلل.
وكشف أحد حراس المساجد عن أن المؤذن يطلب منه تشغيل كل المكيفات بالإضافة إلى الإضاءة لساعات طويلة تسبق دخول وقت الصلاة وحتى وقت متأخر من خروج المصلين.
وكان المركز السعودي لكفاءة الطاقة قد نظم ملتقى جمع عدداً من الأئمة والخطباء في بعض جوامع ومساجد مدينة الرياض، في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، واطلع حينها الدكتور نايف بن محمد العبادي مدير عام "كفاءة" على الوضع الحالي لاستهلاك الطاقة في المملكة، وتزايد الأعباء على منظومة الكهرباء نتيجة الهدر الكبير في مستوى استهلاك الطاقة الكهربائية، والتأثيرات المحتملة في المستقبل القريب، إذا لم يتم تدارك الأمر، مطالباً بانتهاج بعض الوسائل والتدابير التي تمكن من السيطرة على الهدر في الاستهلاك.
وأكد الدكتور نايف العبادي أهمية ودور الخطباء والوعاظ في الجوامع والمساجد في نشر الوعي بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة من منطلق نبذ الدين الإسلامي الحنيف للتبذير والإسراف، والحرص على إنفاق الأموال في وجهها، وعدم صرفها في أمور ثانوية غير مجدية، مبيناً أن اللقاء سيكون منطلقاً للتعاون بشكل أوسع مع المعنيين في وزارة الشؤون الإسلامية لتكون التجربة على جميع مناطق المملكة، الكهرباء، ومن ثم على منظومة الكهرباء في المملكة.
يذكر أن عدد أجهزة التكييف في المملكة يصل إلى 20 مليون جهاز مكيف، 70% منها نوع "شباك"، و30 % "سبيليت"، وبحسب الإحصاءات فإنها تستهلك 50% من إنتاج الطاقة في المملكة، ويرتفع إلى 70% في وقت الذروة.