تنشط مهنة التسول في فصل الصيف، خاصة قبل دخول شهر رمضان المبارك من كل عام، بشكل كبير جداً وملحوظ، ويُستغل فيها الأطفال والنساء لإثارة شفقة المواطنين واستعطافهم كحيلة للحصول على "المال" بعد سرد قصصهم وحكاياتهم المحزنة. "سبق" قامت اليوم بجولة ميدانية، شملت عدداً من المواقع التي يقصدها المتسولون، ورصدت أطفالاً ونساء يمتهنون التسول، ومن النساء من يحملن أطفالاً رضعاً، جلهم من جنسيات إفريقية، وهم معرضون لخطر الدهس والاستغلال الجنسي والتحرش من ضعفاء النفوس، وربما نقل الأمراض، ويعكسون صورة مغايرة عن الواقع الذي نعيشه.
وقالت إحدى المتسولات ل"سبق"، وهي طفلة لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، كانت تحمل في يدها كيساً لجمع النقود من أمام إحدى الإشارات الضوئية جنوب العاصمة الرياض، وظهر من حديثها أنها من جنسية إفريقية، إن والدها متوفَّى، وإنها تمتهن التسول لمساعدة والدتها في الصرف على أشقائها، ساردة قصة محزنة على كل من يتوقف للإشارة الضوئية، التي ربما تكون من نسج الخيال؛ والهدف منها فقط الاستعطاف للحصول على أكبر قدر من "المال".
من جانبه، قال المتحدث الرسمي بوزارة الشؤون الاجتماعية خالد الثبيتي، في تصريح خاص إلى "سبق"، إن مكاتب مكافحة التسوُّل التابعة للوزارة تكثف حملاتها في فصل الصيف، وقبل دخول شهر رمضان، لمتابعة وضبط المتسولين، وتسليم غير السعوديين للجهات المختصة، وهم يمثلون الأغلبية، بما نسبته 85 %.
وأضاف "الثبيتي": يتم إحالة السعوديين منهم، الذين يشكلون نسبة قليلة جداً، بما لا يتجاوز من 10 إلى 15 % من المتسولين، إلى الضمان الاجتماعي لدراسة حالاتهم إذا كانوا يستحقون المساعدة، أو يتم إحالتهم إلى بعض الجمعيات الخيرية أو دور الملاحظة والإيواء.
وقال إن مكاتب مكافحة التسول تستقبل بلاغات المواطنين، ويتم الضبط عن طريق لجان مشكَّلة من الإمارة والشرطة.