دشن وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة مشروع "التثقيف الشرعي الذاتي1" في مدينة الملك فهد الطبية، والمقدم من قسم التوعية الدينية لمرضى المدينة الطبية. وأجرى الوزير الاتصال الأول معلناً بذلك بدء الخدمة وجاهزيتها لاستقبال اتصالات المرضى، كما أشاد بالخطوة التي تتماشى مع شعار الوزارة "المريض أولاً"، التي تلبي حقاً من حقوق المريض الذي تسعى المستشفيات لتحقيقها وفق المعايير الدولية والمحلية.
وطلب الدكتور الربيعة تعميم الفكرة لتستفيد منها جميع مستشفيات المملكة، وتوفيرها على الرقم المجاني لوزارة الصحة؛ ليتمكن جميع المرضى في مستشفيات المملكة من الاستفادة منها، حيث يجري حالياً الترتيب لنشرها.
وخدمة "التثقيف الشرعي الذاتي1" عبارة عن مجموعة مسائل شرعية وفتاوى تهم المريض، تم جمعها والإجابة عليها وتسجيلها صوتياً لتكون متاحة في مركز الاتصال بإدارة شؤون المرضى بمدينة الملك فهد الطبية.
ويتصل المريض بتحويلة داخلية من خلال الهواتف المتاحة في جميع غرف المرضى، وبعد ذلك يتنقل بالأرقام بين المسائل الشرعية حسب التبويب الذي يهمه، حيث يوفر البرنامج إجابة عن 75 مسألة شرعية مسجلة تمت الإجابة عليها وفق فتاوى علماء هيئة كبار العلماء مجتمعين أو منفردين.
وتتنوع المسائل الموجودة ما بين الأحكام والرخص الشرعية، والدعم الروحي للمريض، والتثقيف الشرعي بما يتعلق باحتياجاته.
من جانبه، أفاد رئيس قسم التوعية الدينية، عبدالعزيز بن محمد الأحيدب، أن المشروع هو الخطوة الأولى من خطوات التثقيف الذاتي، إذ يتبعه خلال الأشهر القريبة المقبلة برنامج "التثقيف الشرعي الذاتي2" الذي يخدم الأجهزة الذكية بأنواعها.
وأكد الأحيدب أن قسم التوعية الدينية بمدينة الملك فهد الطبية، يقدم خدماته للمريض في مسارين: الدعم الروحي، والتثقيف الشرعي، مع الاهتمام بجودة العمل، وتوظيف التقنية في تطويره بشكل مستمر، كما يسعى القسم لتحقيق التميز في هذا المجال، ومن ثم نقل التجربة إلى المستشفيات الأخرى، أو الاستفادة منها حسب الحال.
وعن سبب إقامة هذا المشروع أشار أنس بن سعد الشدوخي، مدير المشروع، إلى أن هناك تزايداً في طلب الفتاوى من قبل المرضى مقابل قلة من يخدمهم في هذا المجال، إضافة لسعي المشروع لتوفير الإجابات على مدار الساعة، ورغبته في توفير الخصوصية للمريض عند وجود أسئلة محرجة.
وأضاف الشدوخي: "كما يوجد لدينا حرص على توحيد الفتوى وتوثيقها وتقويتها بإيجاد مستند ومرجع موحد يصل إليه جميع المرضى بنفس الأسلوب، حيث اعتمدنا منهجية للفتاوى المعروضة في البرنامج، إذ إنها لا تخرج عن فتاوى هيئة كبار العلماء، ثم فتاوى الشيخين ابن باز وابن عثيمين، رحمهما الله، ثم فتاوى المجمع الفقهي".
وبيّن أن هذه الخطوة غير المسبوقة ستساهم في زيادة ساعات التثقيف الشرعي وموثوقيته واتزانه "إذ إن المريض لا يدري أين يذهب ومن يسأل وكيف يسأل وكيف يصل إلى من يسأله، فيما يكون هذا البرنامج مرافقاً للمريض في الوقت الذي يريده وبإجابات موثوقة ومعتبرة وثابتة".