تعتبر الأيام الحالية الفترة الأفضل لرصد وتصوير مدينتنا الكونية المعروفة باسم "درب التبانة"، حيث تظهر بشكل جميل في السماء ليلاً, وترسم لوحة فنية بديعة تلهم المصورين, وتُرسل بآلاف المعلومات لدراستها. وقال الباحث الفلكي عضو "سديم الحجاز الفلكي" ملهم بن محمد هندي: "مكان المجموعة الشمسية في ذراع من ستة أذرع لمجرتنا يتيح إطلالة مميزة على قلب المجرة, وفي كل عام يبدأ موسم هذا العرض الجميل في السماء في أبريل ويستمر حتى أواخر شهر سبتمبر ويبدو كأنه لوحة فنية بديعة تلهم المصورين".
وأضاف: "يبدو في الأفق قلب مجرة درب التبانة على شكل غيمة عظيمة خافتة تشبه طريقاً تناثرت عليه قطرات من اللبن, ويحجب الغبار المجري كثيراً من إضاءة منتصف قلب المجرة ومن ثم فهي تبدو كنهر يفترق من أوسطه ليعود مرة أخرى".
وأردف: "يمكن رؤية هذا المشهد خلال هذه الأيام موازية للأفق, حيث تكون ممتدة من الجنوب للشرق في الساعة العاشرة ليلاً ثم تبدأ في الاستقامة عاموديًا على نقطة الجنوب مع مرور الأيام وخاصة في منتصف الليل في العشر الأواخر من رمضان".
وتابع: "هذه الغيمة العظيمة ذات الضياء الأبيض الخافت الممتد في السماء تعتبر نتيجة لملايين من النجوم السماوية المضيئة, والتي تبدو رغم أبعادها الشاسعة وكأنها متراصة متجاورة حيث تكون محتشدة في قلب مجرتنا".
وقال "هندي": "تأتي تسمية مجرة "الطريق اللبني" بسبب تشبيه الإغريق لها باللبن المنسكب على سجادة سوداء، أما اسم "درب التبانة" فيرجع إلى تشبيه عربي، حيث رأى العرب أن ما يسقط من التبن الذي كانت تحمله مواشيهم كان يظهر أثره على الأرض كأذرع ملتوية تشبه أذرع المجرة".
وأضاف: "مجرة درب التبانة تحتوي على ما بين مائة إلى 200 مليار نجم من بينها شمسنا وهي تأخذ الشكل اللولبي ذا الأذرع الستة ونحن نعيش على أطراف المجرة".
وأردف: "كان أينشتاين يعتقد حتى عام 1929م أن الكون كله عبارة عن مجرة درب التبانة, حتى جاء عالم الفلك هابل وغيّر نظرتنا وأكد أن مجرتنا ما هي إلا مجرة من مليارات المجرات في الكون الفسيح".
وتابع: "نواجه صعوبة في دراسة مجرتنا بسبب تواجدنا فيها على عكس المجرات الأخرى التي نستطيع دراستها بشكل أفضل".
وأكد أنه يُمكن رصدها بالعين المجردة في الليلة الصافية بعيداً عن إضاءة المدن مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية تتمتع بمصورين أبدعوا عبر إنتاجهم الفني المصور في إظهار المجرة.