أكد الباحث الفلكي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، عضو سديم الحجاز الفلكي، ملهم محمد هندي، أنه ومنذ بداية شهر إبريل، وبالتحديد بعد الاعتدال الربيعي في 21 مارس، بدأ النصف الشمالي من الكرة الأرضية يتجه تدريجياً نحو قلب مجرتنا "مجرة درب التبانة"، مشيراً إلى إمكانية رصدها بالعين المجردة في الليلة الصافية بعيداً عن إضاءة المدن، مؤكداً أنه دائماً ما تبدع أنامل المصورين في تصوير مجرتنا بصور متألقة، مشيراً إلى أن المملكة لديها مصورون أبدعوا بإنتاجهم الفني المصور للمجرة، مثل الفنان المصور عبد الرحمن سمان، والذي التقط صورة رائعة لها قبل أسبوع، في منطقة شمال الطائف. وأوضح "هندي" أن موقع المجموعة الشمسية - في ذراع من ستة أذرع لمجرتنا- يتيح إطلالة مميزة لقلب المجرة، وفي كل عام يبدأ موسم هذا العرض الجميل في السماء من إبريل حتى أواخر شهر سبتمبر، حيث يبدو في الأفق قلب مجرة "درب التبانة" على شكل غيمة عظيمة خافتة، تشبه طريقاً تناثرت عليه قطرات من اللبن، يحجب الغبار المجري كثيراً من إضاءة منتصف قلب المجرة، لذلك ستجدها كنهر يفترق من أوسطه ليعود مرة أخرى.
وأشار "هندي" إلى أنها تشرق من الشرق الجنوبي ممتدة بمحاذاة الأفق بعد منتصف الليل، حتى تختفي بضياء الشمس، وفي بداية شهر أغسطس يمكن رؤية هذه الغيمة العملاقة في منتصف الليل وهي متعامدة مع الأفق الجنوبي، وتلك الغيمة العظيمة ذات الضياء الأبيض الخافت الممتد في السماء هي نتيجة الملايين من النجوم السماوية المضيئة والتي تبدو على الرغم من أبعادها الشاسعة كأنها متراصة متجاورة لكونها محتشدة في قلب مجرتنا، مؤكداً أن تسميتها بمجرة الطريق اللبني تأتي نظراً لتشبيهها الإغريق باللبن المُنسكب على سجادة سوداء.
وأوضح "هندي" أن اسم "درب التبانة" جاء من تشبيه عربي، حيث رأى العرب أن ما يسقط من التبن الذي كانت تحمله مواشيهم كان يظهر أثره على الأرض كأذرع ملتوية تشبه أذرع المجرة.
وأكد "هندي" أن مجرة درب التبانة تحتوي ما بين 100 إلى 200 مليار نجم من ضمنها الشمس، وتأخذ الشكل اللولبي ذات ستة أذرع ونعيش نحن على أطراف المجرة، موضحاً أن "إنيشتاين" كان يعتقد حتى عام 1929م أن الكون كله عبارة عن مجرة درب التبانة، حتى جاء عالم الفلك هابل، وغير نظرتنا بأن مجرتنا ما هي إلا مجرة من مليارات المجرات في الكون الفسيح، ونواجه صعوبة في دراسة مجرتنا بسبب وجودنا فيها على عكس المجرات الأخرى التي نستطيع دراستها بشكل أوسع.