أصدرت المحكمة الجزائية بالدمام، اليوم، حكماً قضائياً بتعزير كاتب صحفي وعضو في نادي المنطقة الشرقية الأدبي؛ بجلدِهِ عشرين جلدة دفعة واحدة؛ لإساءته وقدحه لرئيس أدبي الشرقية السابق، الإعلامي محمد بودي. وكان الكاتب الصحفي والعضو في النادي قد طعن في أهلية رئيس أدبي الشرقية لتوليه هذا المنصب، بعد انتخابه في خطاب رفعه لمدير عام إدارة الأندية الأدبية في وزارة الثقافة والإعلام، وزود وكيل الوزارة للشؤون الثقافية بنسخة منه. وقد أقرَّ الكاتب بصحة الخطاب وقيامه بالكتابة للوزارة.
وجاء في أسباب الحكم أن طعن الكاتب "المدعى عليه" في أهلية رئيس النادي "المدعي"؛ فيه تعدٍّ وتجنٍّ على المدعي وإساءة له، ولا علاقة لهذا الكلام في إجراءات الطعن في الانتخابات، وأن هذا الفعل محرم في الشريعة الإسلامية ومجرّم في الأنظمة المرعية؛ ما يستوجب تعزيره على ذلك.
من جهته قال محامي رئيس أدبي الشرقية، المستشار عثمان بن خالد العتيبي: إن الشريعة الغراء جاءت لحفظ الكليات الخمس؛ ومنها: عرض الإنسان؛ حفاظاً على كرامته، وكل ما يمسُّ كرامة الإنسان باتهامات باطلة لا دليل عليها؛ تُخضع مرتكبَها لطائلة المحاسبة والمحاكمة.
وأضاف بأن أعراض الناس ليست مرعى مباحاً يرعاه من رغب؛ فالإسلام حفظ الحقوق ومقابلها سَنَّ الواجبات؛ فالعرض حق يحرم التعدي عليه، وأوجب على الحاكم حماية هذا الحق وإيقاع الجزاء العادل على من استهان به وولغ فيه، كما أوجب على الحاكم رد الاعتبار لمن ناله تعدٍّ من أحد بما يجبر الضرر ويكف الأذى؛ ولتكون قاعدة يعلمها العموم منعاً للعداوات وقطعاً لدابر الكراهية والتصفيات الشخصية، وموكِّلنا رئيس أدبي الشرقية لن يتوقف حتى يرد اعتباره من كل من بهته بما ليس فيه وظلمه.
وتابع: هناك ملفات قيد الإعداد لتقديمها للمحكمة بحق آخرين ظلموه وأساؤوا لشخصه واسمه؛ كلٌّ حسب مقر إقامته وموقعه، ومن ضمن من سنقاضيهم: مسؤولٌ رفيع المستوى لنفس الأساس المندرج ضمن الإساءات التي تحرمها الشريعة السمحاء ويعاقب عليها النظام.
وأضاف المحامي "الدعجاني" بأن هذا الحكم هو الحكم الثالث الذي صدر لصالح موكلنا ضد عدد من الصحفيين والكتاب والمثقفين الذين أساؤوا إليه، بما شوه سمعته في المجتمع وألحق به بالغ الضرر.
وكانت محكمة الاستئناف قد أيدت سابقاً حكمين آخرين أصدرتهما المحكمة الجزائية في الدمام؛ الأول بتعزير مثقف سعودي بجلده خمسين جلدة دفعة واحدة، وسجنه خمسة عشر يوماً؛ لإساءته لرئيس أدبي الشرقية محمد بودي، في خطاب بعثه لوزير الثقافة والإعلام، تضمن عبارات فيها قدح وانتقاص لعرض وكرامة رئيس النادي الأدبي في المنطقة الشرقية، والثاني بجلد صحفي خمس عشرة جلدة، أمام بوابة أدبي الشرقية، وبحضور رئيس النادي؛ لتلفظه على رئيس أدبي الشرقية بألفاظ مسيئة في اجتماع استثنائي للجمعية العمومية لأدبي الشرقية وأمام الحضور.
يذكر أن هذه التداعيات وقعت على خلفية إلغاء نتيجة انتخابات مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي وإغلاق النادي، وما أعقبه من صدور حكم قضائي نهائي واجب النفاذ بإلغاء قرار وزارة الثقافة والإعلام بإعادة انتخابات أدبي الشرقية، والحكم بصحة فوز المجلس المنتخب.