لقيت طفلة في الثانية من عمرها من الجنسية السودانية حتفها بعد غرقها في مياه منتزه البحيرة بشقراء إثر سقوطها من فتحات سياج جسر البحيرة ليلة أمس الثلاثاء والتي حذّرت من خطورتها "سبق" أكثر من مرة منذ 9 أشهر. وقال أحد شهود العيان "كنا جلوساً حول البحيرة في المنتزه نتناول العشاء مع بعض الزملاء، والأطفال يلعبون حول البحيرة من جنسيات مختلفة، وعند الساعة العاشرة والربع تقريباً سمعنا أصوات الأطفال تتعالى، فظننا أنهم يلعبون كعادتهم وبعد لحظات تعالت الصرخات بشكلٍ لافت، فهرع الجميع لموقع الصرخات فإذا بطفلة لم يتجاوز عمرها العامين قد سقطت في الماء من الفتحات الواسعة في جسر البحيرات، فتم إخراجها من الماء وقام بعض المتنزهين بمحاولة إسعافها، إلا أنها ظلت فاقدة للوعي، فقام بعض الحضور بنقلها برفقة والدها إلى مستشفى شقراء العام".
وأضاف "عند وصولها للمستشفى تبيّن أنها قد فارقت الحياة رحمها الله". وتابع "حضر الدفاع المدني للموقع وقام بالاتصال بالبلدية لإخلاء البحيرة وإغلاقها حتى تأمين وسائل السلامة فيها".
وفي اتصال بمدير الدفاع المدني بشقراء العقيد ماهر العبيد، أكّد إخلاء المنتزه واستدعاء مسؤولي البلدية للوقوف على خطورة المنتزه، كما أوضح أن إدارة الدفاع المدني بشقراء سبق أن خاطبت بلدية شقراء عن توفير وسائل السلامة في المنتزه وذلك بعد نشر "سبق" عن خطورته قبل 9 أشهر.
يُذكر أن "سبق" قد نشرت قبل 9 أشهر تقريراً موثقاً بالصور عن مخاطر البحيرة تحت عنوان "بالصور.. منتزه "البحيرة" بشقراء.. أسلاك عارية ومياه آسنة وحشرات منتشرة .. و"البلدية" اكتفت بعبارات "إخلاء المسؤولية" واللوحات التحذيرية"
وجاء فيه أن البحيرة تفتقر لأبسط وسائل السلامة، فالأسلاك الكهربائية عارية، ومولدات الماء مكشوفة، والبحيرة لم تحم بأي سياج مع عمق المياه وخطورتها على مرتاديها من الأطفال وصغار السن.
وذكر في التقرير قول أحد المواطنين "لقد استغربت من قيام البلدية بتغطيتها لإهمالها لوسائل السلامة بعمل عددٍ من اللوحات التحذيرية في جميع أنحاء المنتزه تحذّر فيها من أخطار المياه والكهرباء، وتخلي مسؤوليتها من أي حوادث تتسبب فيها تلك المياه المكشوفة والأسلاك العارية!".
وقول آخر "إحدى اللوحات في البحيرة كتب البلدية عليها "البلدية تخلي مسؤوليتها من حوادث الماء والكهرباء"، والأخرى كتب فيها "البلدية تحذّر من مخاطر الماء والكهرباء"! فهل يُعقل أن يستهتر بأرواحنا وأرواح أطفالنا بهذه الطريقة؟! وهل نشر تلك اللوحات يعفي البلدية من مسؤولية الإهمال؟ بل أين دور الجهات المسؤولة عن توفير وسائل السلامة؟.
وعلى الرغم من تلك التحذيرات التي نشرتها "سبق" ظل وضع البحيرة دون علاج طيلة هذه الفترة حتى راحت ضحية الإهمال طفلة لم تتجاوز العامين.