لليوم الثاني على التوالي تستمر معاناة سكان قرى قيس بالقطاع الجبلي شرق محافظة العارضة من انقطاعات الطريق الرئيس والطرق الفرعية التي تسببت في تهالكها تدفق مياه السيول، وناشد السكان سمو أمير جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز بالتدخل لإنقاذهم من عزلتهم وإنهاء معاناتهم. ويشهد مركز قيس والقرى التابعة له عزلة تامة منذ ثلاثة أيام جراء تساقط الأمطار وجريان السيول التي جرفت معها الصخور، وأغلقت الطرق تماماً، كما أدى تدفق السيول إلى وجود منحدرات خطيرة جداً على أطراف الطرق لم يستطع معها سكان جميع قرى مركز قيس الخروج من قراهم إلى قضاء مستلزماتهم والمراجعة بمرضاهم إلى المستشفيات، بل وما تزال 14 مدرسة لكافة المراحل التعليمية للبنين والبنات في قرى السعادي والمجازيع ولحج القلاع متوقفة بها الدراسة لليوم الثاني على التوالي لعدم قدرة المعلمين والمعلمات الوصول إلى مدارسهم، لانقطاعات تلك الطرق خاصة الطريق الرئيس.
وعاد عدد من المشرفين التربويين بعد أن شاهدوا الطريق منقطعاً وغير آمن ولم يستطيعوا مواصلة سيرهم عبر سياراتهم إلى مدارس قرى مركز جبال قيس، الأمر الذي أفقد الطلاب والطالبات أداء الاختبارات التحصيلية لهذا اليوم، تاركين الوضع لإدارة تعليم جازان لإيجاد الحلول البديلة كون هذه الاختبارات تحرص على تطبيقها وزارة التربية.
في المقابل وصف مجموعة من المواطنين من سكان قرى قيس الوضع بالسيئ إثر احتجازهم في القرى التي يسكنون بها في مركز قيس بالقطاع الجبلي بعد تهالك الطرق وتساقط الصخور الكبيرة عليها وإغلاقها في عدة مواقع، وانجراف أطراف الطريق الرئيس بمياه السيول، وكل ذلك جعل جميع سكان القرى هناك في عزلة تامة عن العالم الخارجي حتى أنهم لم يستطيعوا التواصل مع الجهات المعنية لإنقاذهم نظراً لانعدام شبكة الجوال السعودية، وهذا بالطبع زاد من معاناتهم.
وطالب المواطنون من كل الجهات الحكومية سرعة إنقاذهم وإخراجهم من عزلتهم لتفاقم المشكلة واستمرارها يوماً بعد يوم، وأن يعجلوا بإصلاح الطرق المتهالكة والمتقطعة وإعادتها كما كانت وأن يتم سفلتتها وتهيئتها بالشكل المناسب، حتى لا تتكرر مأساة المواطنين وسكان قرى جبال قيس مرات أخرى، فهم يرون بأن الحل ينبغي أن يكون نهائياً وليس مؤقتاً.
وناشدوا عبر (سبق) سمو أمير جازان أن يصدر توجيهاته لكل القطاعات الحكومية المختصة بأن يسارعوا بحل مشكلة سكان جبال قيس بمحافظة العارضة، وإنهاء معاناتهم وإخراجهم من عزلتهم وتسهيل كل متطلباتهم الخدمية وتنفيذها، دون تأخير كنوع من معالجة أوضاعهم المتردية خاصة مع مواسم هطول الأمطار وجريان السيول والأودية مبينين أنهم على ثقة بسموه الكريم في متابعة حالتهم وأن سيكون حريصاً بإيجاد كل الحلول المناسبة لهم.