يستعد نجم الراليات السعودي يزيد الراجحي, معززاً بسلسلة من الانتصارات والإنجازات الدولية التي سجلها في غضون الأسابيع القليلة الماضية على ساحات الراليات العربية, لتجربة حظوظه وصقل خبرته وإكتساب المزيد من الخبرة, عبرّ مشاركته في ثاني أهم بطولة للراليات على مستوى العالم, والتي تعرف بتحدي الراليات العالمي أو "إنتركونتينتال رالي شالينج", والتي ستستضيفها جزيرة ساردينيا الإيطالية الساحرة في جولتها الخامسة من أصل 12 جولة مقررة طوال هذا العام. وتأتي مشاركة الراجحي في هذه البطولة الهامة, والتي حُصرت المشاركة فيها فقط بسيارات ال "إس 2000" والمجموعة "ن", على متن البيجو 207 التي أعتاد المشاركة على متنها هذا الموسم إضافة للموسم المنصرم في بطولة الشرق الأوسط للراليات, والمدرجة في خانة سيارات ال إس 2000 والتي يشرف فريق "كرونوس" البلجيكي على تحضيرها. وستنطلق منافسات الحدث الإيطالي الذي بقي حتى القريب العاجل في عداد جولات بطولة العالم للراليات, يوم الجمعة القادم الموافق الرابع من يونيو وينتهي يوم الأحد, في وقت ستقام غالبية المراحل الخاصة بالقرب من منتجع كوستا سميرالدا في الجزيرة المتوسطية التي تعتبر ملعباً للأثرياء والمشاهير حول العالم, كما أن المراحل تتميز بمناظرها الخلابة التي تحبس الأنفاس. وتتجه عيون يزيد الراجحي نحو رفع علم المملكة في هذه الجولة لدعم موقع أسمه على خارطة المنافسة, واكتساب اكبر قدر ممكن من الخبرة في حدث يعتبر من بين الأصعب على مستوى العالم, ويتزامن مع سلسلة النجاحات التي سجلها أخيراً على ساحات الراليات الشرق أوسطية, بحيث لم يعد أمام النجم السعودي ما يثبته على الساحة, وبأن الأهداف التي وضعها نصب عينيه منذ بداية دخوله معترك الراليات قد تحققت, وكل ما ينشده حالياً هو حصوله على أكبر قدر ممكن من الخبرة والاقتراب أكثر من سرعة وإمكانات أفضل سائقي الراليات في العالم, وهذا بالطبع ما كان سيتحقق في حال أستمر بالمشاركة في الراليات العربية.
والراجحي الذي حقق نجاحاً مهماً مؤخراً في راليي الشرقية السعودي والاردن المصنفين ضمن بطولة الشرق الأوسط للراليات, واللذين أحرز خلالهما المركز الأول، يأمل في مواصلة النجاح خارج حدود منطقة الشرق الأوسط, مع علمه بان المسألة ليست بتلك السهولة وبأنه بحاجة لبعض الوقت كي يقترب من تأدية أفضل سائقي الراليات في العالم، حيث سيركز خلال مشواره الدولي والعالمي, على الابتعاد قدر المستطاع عن المجازفات والمخاطر, ومحاولة الارتقاء بسرعته وقيادته التنافسية شيئاً فشيئاً, وهذا بالطبع لن يأتي إلا من خلال إنهاء الراليات التي سيخوض غمارها هذا الموسم.
وحيال ذلك تحدث الراجحي قائلاً: "النقطة المحورية في مشاركاتي الدولية والعالمية هذا العام بالنسبة لي, تكمن في اكتساب أكبر قدر ممكن من الخبرة، والاحتكاك بأفضل سائقي الراليات في العالم وعلى مسارات تعتبر بمثابة امتحان كبير لكل من الإنسان والآلة". وتابع الراجحي حديثه قائلاً :"وأشعر اليوم بأني حققت كل ما يمكن تحقيقه على ساحات راليات المنطقة, وبأن استمراري بالمشاركة لن يكسبني ما أنا بحاجة إليه, وهذا بالطبع لن يأتي إلا من خلال الاحتكاك والتماس المباشر مع سائقي هذه اللعبة المحترفين ومن خلال ذهابي ومشاركتي في رالياتهم وعلى مسرحهم ولدينا جدول أعمال مزدحم هذا العام، وهناك العديد من المشاركات القادمة إن كان في هذه البطولة( أي, أر, سي) أو بطولة العالم للراليات، وكل همي هو تنمية الأداء، ورفع اسم المملكة عالمياً في كافة الراليات التي أشارك فيها".
وستحمل سيارة الراجحي خلال مشاركته الإيطالية الرقم 4 على جنباتها, علماً أن السيارة التي ستتزين بالرقم واحد تعود للسائق الفرنسي المتألق سبستيان أوجي, الذي تمكن يوم الواحد الماضي من إحراز الفوز في رالي البرتغال الذي شكل سادس جولات بطولة العالم للراليات, متفوقاً بذلك على زميله في نفس الفريق وبطل العالم خلال السنوات ال 6 الأخيرة سبستيان لوب. أما الرقم 2 فستحمله سيارة الفنلندي ياني هانين متصدر ترتيب نقاط البطولة المبدئي, أما بطل الموسم الماضي البريطاني كريس ميكي الذي يشرف نفس فريق الراجحي على تحضير سيارته فسيكون ثالث المنطلقي خلال مراحل اليوم الأول. ومن بين السائقين العالميين المشاركين أيضاً والطامحين في المزاحمة على المركز الأول, كل من السويدي بيار- غونار اندرسون والبريطاني غاي ويليكس.
وتعتبر مراحل رالي سردينيا خطيرة ، وتعتريها صعوبات في التضاريس، مثل الصخور، والمسارات الرملية الناعمة، والتلال، وصعوبة تحديد حواف الطريق في بعض المسارات، ولهذا فهي بحاجة إلى تركيز كبير، ودقة عالية.
وسيكون الحدث بالنسبة للنجم السعودي خطوة مهمة في مسيرته مع الراليات, التي بدأت قبل بضع سنوات فقط.