نظمت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث معرضاً فنياً مساء الثلاثاء في المركز الثقافي للجمعية، ضمن سلسلة الفعاليّات الإثرائية التي تنظمها؛ بغرض نشر التوعية بالتراث الوطني في كل مجالاته. وتضمن المعرض صوراً ضوئية وعروضاً لأفلام قصيرة تناقش مواضيع تراثية مختلفة من إنتاج طالبات قسم التصميم الجرافيكي والوسائط الرقمية في كلية التصاميم والفنون بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن.
ومن جانب آخر قالت رئيس مجلس إدارة الجمعية، الأميرة عادلة بنت عبدالله ل"سبق" إن ما شاهدته اليوم يفوق التوقع، فالطريقة التي وظفتها الطالبات باستخدام الوسائل التقنية الحديثة، لإظهار التراث واستخدام القيم الجميلة وتوظيفها في الأفلام الوثائقية، تدل على الإبداع والمهارة التي تتمتع بها الطالبات، لتعزيز الوعي لدى الناس بأهمية التراث والحفاظ عليه.
وأكّدت أن الجمعية تملك شابات ذات طاقة عالية تبشر بالخير، وسيكون لها مستقبل زاهر على أيديهن، متمنية أن يشمل هذا المشروع كل الجامعات في السعودية.
وأضافت الأميرة عادلة، أنه تم عقد الشراكة مع جامعة الأميرة نورة كونها تحتوي على أعداد كبيرة من الطالبات، وتعد صرحاً علمياً مميزاً.
ولفتت في كلمة لها أثناء الافتتاح إلى أن الجمعية تسعى بأقصى طاقاتها للمساهمة الفاعلة في تشجيع الطاقات المبدعة في مجالات التراث المتنوعة، مشددة على حرص الجمعية ضمن مشروعها التوعوي على تحفيز المواطنين، لتقديم المنتج التراثي بأساليب وأدوات حديثة، تساهم في التعريف به، كونه إرثاً ثميناً يدلل على العمق الحضاري للمملكة، ويساهم في تعزيز الهوية الوطنية.
وتابعت أن مخرجات معرض "مشاهدنا" تعد أولى ثمرات اتفاقية التعاون المبرمة بين الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن.
وأضافت، أن دراسة الدكتور محسن بن فرحان القرني، أثبتت أن الفعاليّات التراثية تساهم في زيادة وعي المواطن بتراثه، وأن قلة الوعي تعد من أبرز خمسة عوامل أدت إلى تدهور التراث العمراني في المملكة، والذي يعد أحد الرموز الأساسية والشاهد على تطور الإنسان عبر التاريخ، وأن المحافظة على التراث لا تقتصر مسؤوليتها على الجهات الرسمية بل هي مسؤولية كل مواطن، مشيدة بدعم واهتمام جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن من خلال إشراك الطالبات في النشاطات الثقافية الرامية لتعزيز الوعي بالمحافظة على التراث الوطني.
ومن جهة أخرى قالت الدكتورة مها السنان، المدير التنفيذي للجمعية إن الصورة في زمن كالذي نعيشه أضحت وسيلة لا يُستهان بها لإيصال الفكرة، ولفت النظر وتشكيل الوعي، مبدية سعادتها بسير اتفاقية التعاون بين الجمعية والجامعة في الطريق الصحيح، وباستثمار إبداعات الفتيات في مواضيع تتضمن أبعاداً تراثية مختلفة كالعادات والتقاليد وجوانب التراث المتنوعة بتنوع مناطق المملكة، كالحِرف والمأكولات الشعبية إلى جانب الحكم والأساطير وملامح التراث العمراني، مؤكدة إيلاء الجمعية عناية واهتمام لفئة الشباب وحرصها على ربط التراث الوطني بشقيه المادي وغير المادي بطرائق ووسائل وبلغة تصل للجميع.
يُشار إلى أن المعرض سيستمر لمدة ثلاثة أيام ضمن سلسلة مستمرة من الأمسيات الثقافية والفنية والفكرية التي تنظمها الجمعية.