يجري عدد من أبرز الاستشاريين السعوديين المتخصصين عملية الفصل النهائية للتوأمين السياميين السعوديين "رنا ورنيم" المشتركين بمنطقة الرأس، غداً الأحد، في عملية صعبة ومعقدة تستغرق 18 ساعة متواصلة وبنسبة نجاحها 60 % في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني بالرياض؛ حيث أجريت للتوأمين ثلاث جراحات سابقة في السنوات الثلاث الماضية تركزت في قص الأوردة ما بين دماغي الطفلتين ووضع شريحة من السليكون بين الدماغين، بعد إعداد نموذج ثلاثي الأبعاد مصنوع من البلاستك مقارب لوضع الأوردة والشرايين للمخ والرأس. وأكد استشاري جراحة المخ والأعصاب رئيس الفريق الطبي لعملية الفصل الدكتور أحمد الفريان: أن التوأمين السعوديين "رنا ورنيم" ولدا بعملية قيصرية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني بالرياض في شهر أغسطس 2011م ومنذ ولادتهما يخضعان لعناية خاصة حيث تم إجراء العديد من الفحوصات، منها قسطرة أوردة وشرايين الدماغ، ووجد الفريق الطبي المشرف على حالتهما التصاقاً كبيراً وشديداً بين رأسي التوأمين، خصوصاً في الأوردة؛ حيث اكتشف الأطباء حينها أن جزءاً من دم رنيم يرجع إلى رنا، وان جزءاً من دم رنا يرجع إلى رنيم، وهذا صعّب قرار إجراء عملية فصل الرأس بين الطفلتين، لأن احتمال النزيف في هذه الحالة وارد جداً، وهذا تسبب أيضاً في تأخير إجراء عملية الفصل النهائية حيث انتظر الأطباء حتى تنمو الأنسجة.
ولفت الفريان إلى أن صعوبة هذه الحالة جعلت الفريق الطبي يستعين بأستاذ ومدير قسم جراحه الأعصاب للأطفال في مستشفى مونت فرو في كليه ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك، الدكتور جيمس قودريتش، الذي شارك الفريق الطبي في العمليات الثلاث السابقة لعملية الفصل النهائي، وهو خبير في مثل هذه الحالات، حيث نصح بتكوين نموذج ثلاثي الأبعاد مصنوع من البلاستك مقارب لوضع الأوردة والشرايين للمخ والرأس، كما بدت في صور الأشعة في شركة طبية متخصصة، وذلك للمساعدة في رسم خطة العمل الجراحي للتوأمين السعوديين رنا ورنيم.
وأضاف: "أن أعضاء الفريق الطبي وبعد دراسة حالة التوأمين من كافة جوانبها قرر أن عملية الفصل ممكنة عبر أربع مراحل، بدأت المرحلة الأولى في شهر إبريل من عام 2013م تم فيها قص الأوردة ما بين دماغي الطفلتين ووضع شريحة من السليكون بين الدماغين. حيث تمت العملية حينها بنجاح ولم تحدث أي مضاعفات ولله الحمد، وبعد شهر كانت المرحلة الثانية وفيها تم فصل ما تبقى من الأوردة وفصل جزء من الشرايين الواردة من دماغ الطفلة رنا إلى دماغ رنيم وتمت بحمد الله أيضا بنجاح وبلا مضاعفات".
واستكمل قائلاً: "المرحلة الثالثة كانت في شهر أكتوبر 2013م وكانت من أصعب المراحل وتم فيها فصل الجزء الثالث من الأوردة والشرايين وجزء من الدماغ المشترك بين الطفلتين، وتم وضع شريحة سيليكون بين الطفلتين وأيضا تمت العملية بنجاح رغم تأثر الطفلة رنا بضعف مؤقت باليد اليمنى، زال بعد فترة ولله الحمد، وبعد نجاح المراحل الثلاث حدد الفريق الطبي شهر مايو 2014م موعداً لإجراء المرحلة الرابعة والأخيرة لفصل التوأمين.
وواصل الفريق الطبي متابعته الدقيقة لحالة التوأمين، حيث استطاع استشاري الأشعة والتدخل الإشعاعي الدكتور رياض العقيلي خلال الفترة الماضية، أن يغلق جزءاً كبيراً من الأوردة في الجزء الرابع بين الدماغين وهي المرة الأولى التي تحصل في تاريخ فصل السياميين الملتصقين بالرأس، أن يتدخل استشاري الأشعة بالقسطرة ويغلق الأوردة، وهذا يساعد في عملية الفصل وتكوين أوردة بديلة بين الدماغين.
ونوه الفريان إلى أن عملية فصل السياميين اشترك فيها منذ البداية فريق كامل لا يمثل فيه الجراح إلا قرابة 25 % فقط، بدءاً من قسم النساء والولادة ممثلاً بالدكتورة صفية السلطان التي أشرفت على حالة الأم والأطفال إلى حين ولادتهم، وطب الأطفال ممثلين بالدكتور محمد الشعلان والدكتور سليمان العلولا والذين قاموا منذ ولادة التوأمين بجهود كبيرة في العناية والمتابعة حتى ما بعد عملية الفصل، وكذلك الدكتور رياض العقيلي من الأشعة الذي كان له الفضل، بعد الله، في إغلاق الأوردة والشرايين. والدكتور نزار الزغيبي والدكتور محمد جمعة من التخدير، وكذلك من الجراحة التجميلية الدكتور مناف العزاوي والدكتور ناصر الهديب وكذلك فريق العناية المركز الدكتورة هالة عالم وزملاؤها، وكذلك فريق التمريض إضافة إلى جراحة المخ والأعصاب التي سيشترك 6 منهم في هذه العملية، هم الدكتور أحمد الفريان والدكتور مرداس العتيبي والدكتور معتصم الزعبي والدكتور محمود يماني من مدينة الملك فهد الطبية والدكتور علي بن سلمة من مدينة الملك سعود الطبية.
ورفع المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني المشرف على العيادات الملكية الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي، شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه على دعمه وتوجيهاته الكريمة، كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، ولي ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، على دعمهم المتواصل لخدمة المريض.