أثار أحد المرضى النفسيين الخوف اليوم لدى المتسوقين بسوق بيع الجوالات بالطائف، حيث كان يتجول داخل السوق على عربة خاصة بالمُعاقين، ويحمل بيده عبوة مياه معدنية مُعبأة بمادة "الغراء"، ويشفط تلك المادة استنشاقاً وبشكل علني وعلى مرأى الجميع، كما كان يُحاول يميل ناحية الأطفال ويصافحهم وهُم بدورهم يخافون منه ويهربون. والمريض النفسي مواطن في الثلاثينات من عمره، وعلمت "سبق" أن والده متوفى، وأنه اعتاد على الوجود بالشوارع حاملاً بيده تلك العبوة وشفطها علناً، كما أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر ضبطته من قبل مرات عدة، وسلمته للجهة المعنية، ولكنه كان يعود مرة أخرى للشارع وبشكل لافت، حتى بث الخوف لدى كل من يُشاهده، مما يجعلهم يهربون منه خوفاً من أن يؤذيهم.
وحتى لا تتكرر واقعة المريض النفسي الذي قتلَ "هندياً" في أحد شوارع الرياض أمام جميع المارة، أردنا طرح هذه الواقعة لإيصال الواقعة للجهات المسؤولة، والعمل على دراسة أحوال هؤلاء المرضى النفسيين الذين يكثرون في شوارع الطائف، لأنه لا بد من إيجاد حلول لهم تكفل نقلهم لأماكن خاصة، بعد عجز أسرهم عن رعايتهم والعناية بهم.
وقال المُتحدث الرسمي بصحة الطائف سراج الحميدان مُعلقاً: "لدينا 400 مريض منومون بداخل مُستشفى الصحة النفسية بالطائف، وهُم مرفوضون من قِبل أسرهم، وذلك بعدم استلامهم، على الرغم من أنه مكتوب لهم خروجاً من المستشفى، ولا يُمكن إخراجهم نظاماً إلا باستلام ذويهم لهم".
وأشار إلى أن "وجود هذه الفئة منهم بالشوارع تُعدُ مسؤولية ذويهم، فهُم يحتاجون إلى رعايتهم من حيث إعطائهم العلاج بانتظام؛ حتى يستطيعوا الاندماج مع المُجتمع، وإذا أهمل فقد يؤدي ذلك إلى تسكعهم في الشوارع، وقد تحدث لهم انتكاسة، حيث لا بد من تعاونهم مع المُستشفى حتى بعد خروج المريض".
من جانب آخر قال مُمثل الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالطائف عادل بن تركي الثبيتي: "سبق أن قامت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بإدخال أحد المرضى النفسيين كان يؤذي نفسه والمارة عند إحدى محطات الوقود بالطائف للمستشفى، ولم يلبث أن خرج منه"، مُشيراً إلى أن "المرضى النفسيين انتشروا في الفترة الأخيرة بالشوارع، وأصبح ظهورهم مُشاهداً في العديد من الأحياء كذلك، وأصبحوا يُشكلون خطورة، وقد يؤذون أنفسهم أو الآخرين".
وقال الثبيتي: "هؤلاء لهم حقوق، ويجب على الجهات المعنية والشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة، وكذلك أسرهم تقديم كل الدعم والعون لهم، وعدم تركهم يهيمون في الشوارع دون متابعة، كذلك عدم تنصل هذه الجهات من مسؤولياتها تُجاههم، حيث يُحتمل إقدامهم على ارتكاب جرائم جنائية كما حدث أخيراً لأحدهم في الرياض".
وأضاف: "من المُفترض أن تكون هناك دور إيواء لاحتواء هؤلاء المرضى النفسيين، وتكون مُجهزة بكل الخدمات، مع مراعاة الجوانب النفسية والاجتماعية لهم، على أن تقوم الشؤون الاجتماعية بدعم هذا الدور بالكوادر الفنية المؤهلة من الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين، وتقديم الخدمة الصحية لهم ورعايتهم".