قال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط في تقرير أعدَّه أحد خبرائه سايمون هندرسون، وحمل عنوان "بندر يستقيل من منصبه في رئاسة المخابرات": في وقت سابق من 15 أبريل، أعلنت المملكة العربية السعودية أن الأمير بندر بن سلطان، استقال من منصبه كرئيس جهاز المخابرات، ووفقاً ل"وكالة الأنباء السعودية"، ذكر المرسوم الملكي أن الأمير بندر "أُعفي من منصبه بناء على طلبه"، وتم تعيين الفريق أول ركن يوسف بن علي الإدريسي، بدلاً منه، وكان الفريق "الإدريسي" نائباً للأمير "بندر" في "رئاسة المخابرات العامة" ولم يرد أي ذكر للمنصب الرسمي الآخر لبندر بن سلطان وهو الأمين العام ل"مجلس الأمن الوطني" السعودي. وأضاف التقرير أن هذه الأنباء تأتي بعد مرور أقل من ثلاثة أسابيع على ما ذكرته التقارير، بأن بندر بن سلطان كان في طريقه إلى العودة من المغرب، حيث كان يقضي فترة نقاهة دامت عدة أسابيع، بعد أن أُجريت له عملية جراحية في الكتف، وفي أكتوبر الماضي أزعج "بندر" صناع القرار في واشنطن عندما أطلع الصحفيين الأجانب عن سخط السعودية، تجاه سياسات إدارة "أوباما" في الشرق الأوسط.
وذكر تقرير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط أن هناك نقصاً للمعلومات، وخاصة عن دور الأمير "بندر" في مجلس الأمن الوطني، مضيفاً أن التغيير يعكس تفسيراً مرجحاً عن صحة الأمير "بندر"، من بينها "شعوره بآلام" في الظهر؛ بسبب إصابة تعرَّض لها خلال مهنته كطيار مقاتل.
وقال التقرير: اعتُبر تعيين "بندر" رئيساً للمخابرات عام 2012 انعكاساً لسياسة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تجاه قضيتين رئيستين في ذلك الوقت وهما: موقفه المتشدد ضد نظام "الأسد" في دمشق، وعزمه على إحباط ظهور إيران كقوة إقليمية مسلحة نووياً، ومنافسة للمملكة العربية السعودية، مضيفاً أن تغيير قيادة رئاسة الاستخبارات في 15 أبريل، يسمح لقيام احتمال بحدوث تغيير في هذه السياسات، وفي الفترات الأخيرة كان جميع رؤساء المخابرات من الأمراء؛ وقد تولى "بندر" نفسه المنصب من الأمير مقرن بن عبد العزيز، الذي اختير ولياً لولي العهد الشهر الماضي.
واختتم "هندرسون" تقريره بقوله: إذا احتفظ "بندر" بمنصبه في "مجلس الأمن الوطني"، فسوف يستمر في ممارسة بعض النفوذ ونظراً للنفور الذي يكنُّه تجاه واشنطن في الأشهر الأخيرة، فقد يكون التغيير فرصة لرأب الصدع بين الولاياتالمتحدة والمملكة، في أعقاب الاجتماع الذي عُقد الشهر الماضي بين الرئيس "أوباما" وخادم الحرمين خارج مدينة الرياض، ويعتمد هذا التقييم على المسؤولين الذين ستتم ترقيتهم لملء الفجوات التي ستتركها استقالة "بندر".
وبعيداً عن تقرير "هندرسون" فقد أشعلت استقالة الأمير بندر بن سلطان، موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بشكل غير مسبوق، حيث تم إنشاء "هشتاق" باسم "استقالة الأمير بندر بن سلطان"، تجاوزت التغريدات فيه أكثر من 2000 تغريدة، شارك فيه المئات من المغردين على مستوى الوطن العربي، حيث تفاجأ العديد من المغردين بقرار الاستقالة، ووصفوه بالرجل الاستثنائي الذي يعدُّ وجوده ضمانة لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، فيما توقع الكثير منهم عودته مستقبلاً لمنصب ربما يكون أقوى، مستشهدين بالأمير مقرن بن عبد العزيز. وأنشئ "هشتاق" آخر باسم "شكراً بندر بن سلطان"، حيث عبرت التغريدات فيه عن تمنياتهم للأمير بالشفاء العاجل، وعبَّرت بعض التغريدات عن شكرهم لجهود الأمير في خدمة دينه ووطنه وشعبه.
ويحظى الأمير بندر بن سلطان بشعبية كبيرة جداً لدى الأوساط الخليجية والعربية؛ نظراً لجهوده القوية في احتواء التمدد الإيراني في المنطقة، وكانت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، قد قالت في تقرير لها أمس بأن أي شخص يتقلد منصب مدير الاستخبارات السعودية لن يكون بثقل ومستوى الأمير بندر بن سلطان.