في ظل التحولات الاقتصادية والتقنية المتسارعة التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن إطار رؤية 2030، برزت تقنيات الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسة لدفع عجلة الابتكار في مختلف القطاعات. ومن بين هذه القطاعات، يبرز قطاع تقنية الإعلان (AdTech) كواحد من المحاور الأساسية لإعادة تعريف مستقبل الإعلام والإعلان. في هذا السياق، جاءت الشراكة الاستراتيجية بين الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي) وشركة الوسائل (SMC) لتأسيس شركة متخصصة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الإعلام والإعلان. تُعد هذه الخطوة جزءًا من رؤية طموحة تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كقائد عالمي في هذا المجال الحيوي. في هذا الحوار الخاص، يوضح مبارك الودعاني، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في "سكاي"، أبعاد هذه المبادرة الاستراتيجية، ودورها في تحقيق التحول الاقتصادي والتقني، وتأثيرها على إعادة تعريف المشهد الإعلاني على المستويين الإقليمي والعالمي. 1. كيف تتماشى الشركة الجديدة مع مهمة سكاي لتطويع الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التحول والتقدم الاقتصادي والتقني، لا سيما في قطاع تقنية الإعلان AdTech؟ تمثل الشركة الجديدة المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الإعلام والإعلان التي تم تأسيسها بالشراكة بين "سكاي" و شركة الوسائل "SMC" خطوة استراتيجية لتحقيق رؤية سكاي في تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي لدعم التحول والتقدم الاقتصادي والتقني في قطاع الإعلام والإعلان، حيث تشكل الدقة والكفاءة والابتكار عوامل أساسية في هذا القطاع. وتتيح هذه الشراكة توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتفعيل استراتيجيات الإعلان، وتبسط العمليات، وتعزيز القيمة المقدمة لكل من المعلنين والناشرين. ويهدف هذا التعاون إلى وضع معايير جديدة للتميز من خلال تلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق عبر حلول مبتكرة ومتطورة، مع الإسهام في تحقيق رؤية السعودية 2030 التي تنصب الذكاء الاصطناعي والبيانات في صميم خطط التنمية الوطنية. 2. ما الذي يجعل من شركة الوسائل "SMC" شريكًا مثاليًا في هذا المشروع، وكيف تتكامل خبرتها الإعلامية مع الريادة التقنية لسكاي لتحقيق الأهداف المشتركة؟ تتميز شركة الوسائل"SMC" بخبرة إعلامية لا نظير لها، وفهم عميق للمشهدين الإعلامي والإعلاني على المستويين الإقليمي والعالمي، ما يجعلها شريكًا مثاليًا لهذا المشروع الطموح. وتتكامل خبرتها الواسعة في مجال الإعلام مع الريادة التقنية لسكاي وخبرتها المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، ليشكلا تعاونا قويًا يجمع بين الابتكار التقني والرؤى العميقة للسوق. وسيتيح لنا هذا التعاون تطوير حلول تقنية متقدمة تتماشى مع المتطلبات المتغيرة للصناعة، بما يضمن تقديم قيمة استثنائية تُلبي تطلعات أصحاب المصلحة. 3#. ما هي الابتكارات أو التقنيات الأساسية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتي تهدف الشركة الجديدة لتقديمها إلى صناعة الإعلام والإعلان؟ تهدف الشركة الجديدة إلى تقديم مجموعة من الابتكارات القائمة على الذكاء الاصطناعي والمصممة لإحداث تحول في المشهد الإعلاني والإعلامي. وتشمل التقنيات الرئيسة تحليلات متقدمة للاستهداف الدقيق، والرؤى المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتطوير استراتيجيات الإعلان، والحلول التي تعزز توليد الدخل من الأصول الرقمية. وتركز هذه الابتكارات على تبسيط سير العمل الإعلاني للمشترين وزيادة الكفاءة والتأثير للبائعين، ومن خلال مواءمة التطبيقات التقنية المتقدمة مع احتياجات السوق، ستعيد الشركة تعريف تجربة الجمهور وتخصيصها في مجال الإعلان. 4#. كيف ستساهم هذه المبادرة في إعادة تعريف المشهد الإعلاني العالمي ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية بصفتها رائدة في منظومة تقنية الإعلان؟ يمثل تأسيس الشركة الجديدة خطوة رائدة نحو إحداث تحول جذري في المشهد الإعلاني العالمي، من خلال ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية بوصفها مركزا رئيسا لحلول الإعلام والإعلانات المتقدمة. ومن خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي التحويلية وتعزيز الابتكار، سترسخ هذه الشراكة ريادة المملكة في هذا القطاع الحيوي. إضافة إلى ذلك، تتماشى هذه المبادرة مع رؤية السعودية 2030 من خلال تنويع الاقتصاد، وتعزيز التقدم التقني، واستحداث الفرص للمواهب المحلية. وستعزز المملكة العربية السعودية بفضل هذا التعاون أهميتها في المنطقة والعالم، لتصبح معيارًا يبرهن مقدرة الذكاء الاصطناعي على الارتقاء بصناعة الإعلان. 5#. كيف يعكس هذا التعاون رؤية سكاي الشاملة لدمج الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030؟ يسلط هذا التعاون الضوء على رؤية سكاي الأشمل نطاقًا لتحفيز تكامل الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات، ودفع الابتكار وتقديم حلول فاعلة، وهو ما يجسد التزامنا بالتماشي مع رؤية 2030 من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لإطلاق العنان للكفاءات وإنشاء ملكية فكرية محلية وتعزيز تبني التقنيات في القطاعات الرئيسة. وتعمل سكاي من خلال شراكات كهذه على معالجة الفجوات في السوق، وتساهم في تحقيق طموح المملكة لتصبح مركزا تنافسيا عالميا للتقنيات المتقدمة. 6. ما هي الإنجازات التي ستتحقق على المدى القصير، والأهداف طويلة المدى، لهذه الشركة الجديدة الرقمية والقائمة على الذكاء الاصطناعي، وكيف ستؤثر على مستقبل تقنيات الإعلان وتقنيات الإعلام في المنطقة؟ ستركز الشركة على المدى القصير على إجراء تقييم شامل للسوق لفهم احتياجات المنطقة وفرصها. ويُعد تطوير وإطلاق منصة قوية مصممة خصيصًا لتلبية متطلبات المعلنين والناشرين أحد الأهداف الرئيسية. أما على المدى الطويل، تهدف الشركة إلى ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية بوصفها رائدة في مجال تقنيات الإعلان وتقنيات الإعلام عبر الابتكار المستمر والتوسع في الحلول على المستويين الإقليمي والعالمي. ومن خلال معالجة التحديات الرئيسة مثل الاستهداف الدقيق، وتحسين الكفاءة، وتقديم رؤى قائمة على البيانات، تسعى الشركة إلى تشكيل مستقبل هذه الصناعة ووضع معيار عالمي جديد للتميز، ثم التوسع إلى ما بعد قطاعي الرياضة والترفيه.