أفتى كل من الشيخ الدكتور سعد الخثلان، والدكتور يوسف الشبيلي، والدكتور محمد بن سعود العصيمي بجواز الاكتتاب في مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينةالمنورة، وتتزامن الفتاوى التي تناقلتها عدد من المواقع الإلكترونية المهتمة بسوق الأسهم والبورصة السعودية، مع طرح المدينة لأكثر من 30 % من أسهمها للاكتتاب. وأكد الدكتور سعد الخثلان في فتوى على موقعه الرسمي جواز الاكتتاب في مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينةالمنورة، مشيراً إلى أنه اطلع على نشرة الإصدار لمدينة المعرفة الاقتصادية، والتي نصت على أن النشاط الرئيس للشركة يتمثل في تشغيل وصيانة و إدارة العقار، والمجمعات السكنية والتجارية، وتقديم الرعاية الصحية والتعليمية. وقال الدكتور الخثلان: "إن إستراتيجية الشركة تقوم على الاستفادة من موقع المدينةالمنورة من خلال إنشاء صناعات معرفية ومشاريع التطوير العقاري، وبالنظر إلى القوائم المالية للشركة لم يظهر فيها أي محذور شرعي"، مضيفاً: وليس لديها إقراض أو اقتراض ربوي، بل قد نصت نشرة الإصدار على تعيين مستشار شرعي للشركة. وأوضح الخثلان، وهو أستاذ مشارك في قسم الفقه في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أنه بناءً على ما ورد في النشرة الخاصة بالمدينة، فيجوز الاكتتاب فيها، مضيفاً: "وأشكر القائمين على الشركة على حرصهم على سلامة الشركة من المحاذير الشرعية وتعيين مستشار شرعي لها، وأدعو الشركات المساهمة القائمة والتي ستطرح للاكتتاب إلى العناية بسلامتها من المحاذير الشرعية". وفي ذات السياق قال الدكتور محمد العصيمي: " قرأت نشرة الإصدار الخاصة بها من موقع تداول، وقد نصت على أهداف الشركة وهي "إدارة تطوير المشروع، وغايتها أن تصبح شركة تطوير عقاري رائدة في المملكة ومستثمراً في محفظة متنوعة من الأصول العقارية عالية الجودة ومزوداً لتشكيلة واسعة ومتكاملة من الخدمات ذات الصلة بالعقار". وأضاف في فتواه: " وليس لدى الشركة نية لإجراء أي تغيير أساسي في طبيعة عملها، ولأجل ذلك فستقوم هذه الشركة بإنشاء منطقة تجارية ومرافق وبنية تحتية تكون محفزاً لإنشاء صناعات معرفية في منطقة المدينةالمنورة، وستكون الشركة مسؤولة عن المخطط العام للمشروع فقط والمعالم الرئيسية لمكوناته المتوقعة ومواقعها على أرض الواقع ، وذكرت النشرة أنه "ربما تقرر الشركة في مرحلة لاحقة توسيع أنشطتها التنموية عن طريق مواقع إضافية". وقال: "من الأمور المحمودة في الشركة أن النشرة ذكرت أنه "حين الحصول على تمويل عن طريق قروض والمتوقع أن يكون على شكل تسهيلات إسلامية"، وكذلك النص على أن الشركة يمكن أن تصدر صكوكاً ".وأوضح: بما أن نشاط الشركة نشاط مباح، ولا يوجد عليها تمويلات غير إسلامية ولا استثمارات غير إسلامية، فإن الاكتتاب فيها جائز". وأكد العصيمي في آخر فتواه أن الغرض من هذه الفتوى تبيين الحكم الشرعي للاكتتاب وليس التوصية به، وعلى المكتتب أن يتأكد من جدوى الاكتتاب بنفسه.من جانبه، أكد الدكتور يوسف بن عبد الله الشبيلي، في فتوى بثها موقعه الرسمي أن نشاط الشركة في المشروعات التعليمية التنموية، وهو نشاط مباح، مضيفاً: "ومن خلال قراءة نشرة الإصدار لم يظهر في قوائمها المالية معاملات محرمة، وبناء عليه فلا يظهر ما يمنع شرعاً من الاكتتاب فيها". وقال: "الغرض من هذه الفتوى تبيين الحكم الشرعي للاكتتاب ولا يقصد منها التوصية بالاكتتاب من عدمه. وعلى المكتتب أن يتأكد من جدوى الاكتتاب بنفسه. وكانت الشركة قد أعلنت يوم الاثنين طرح الاكتتاب في 102 مليون سهم من أسهم شركة مدينة المعرفة الاقتصادية بسعر 10 ريالات للسهم الواحد، وبحد أدنى 50 سهماً، وذلك لجمع ما يقدر ب 1.02 مليار ريال، تمثل 30.06 % من رأسمال الشركة. وبانتهاء الاكتتاب في 30 مايو الجاري، الذي جاء مجدولاً ضمن 4 طروحات تمت خلال الشهرين الماضيين، ينتظر أن تكشف هيئة السوق المالية عن خطتها في جدولة الطروحات الأولية للربع الثالث من العام الجاري. وتم تأسيس الشركة لغرض إدارة تطوير مشروع مدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينةالمنورة، وستكون مسؤولة عن وضع المخطط العام للمشروع وتطوير البنية التحتية الأساسية، وبعض أجزاء المشروع، ويبلغ رأسمال الشركة 3393 مليون ريال مقسمة إلى 339.3 مليون سهم، وسيتم طرح 30.06% منها للاكتتاب العام.وتعد مدينة المعرفة الاقتصادية ثالث مدينة اقتصادية تم إطلاقها ضمن ست مدن اقتصادية خططت لها المملكة، ويبعد هذا المشروع خمسة كيلومترات عن الحرم النبوي في المدينةالمنورة. وتقوم المدينة حالياً بإعداد وثائق المناقصة لتنفيذ مراحل المشروع ومن المتوقع أن يصل حجم الاستثمارات في مدينة المعرفة إلى 33 مليار ريال على مدى ال 15 سنة المقبلة.وتتمثل رؤية الشركة في توفير منطقة اقتصادية جديدة للصناعات المعرفية وأن تكون بمثابة مركز حديث لدراسات السيرة والحضارة الإسلامية مستفيدةً من المكانة المتميزة للمدينة المنورة.