كرمت جائزة الشيخ صالح العُمري للتفوق العلمي والعملي77 من المتميزين في خدمة الوطن ممن شاركوا في حرب الجنوب ومن حفظة كتاب الله ومن المتفوقين علميا والمكفوفين , وذلك في حفل اقيم بفندق مداريم كراون بمدينة الرياض ,حضره الأمير المهندس سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية " سابك " الحفل الذي أقامته أسرة العُمري للفائزين في الدورة الثالثة . وقد ألقى الأمين العام للجائزة الشيخ منصور بن صالح العُمري كلمة رحب في بدايتها بصاحب السمو الأمير المهندس سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود وأصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة.. وقال : بالأصالة عن نفسي ونيابة عن كافة أفراد الأسرة العُمرية يطيب لي أن أرحب بكم أجمل ترحيب , مثمناً لكم تفضلكم بمشاركتنا في هذه المناسبة الطيبة . وأضاف قائلاً : حينما يعمد المجتمع إلى تكريم النابغين فيه فإنه بذلك يؤكد رغبة جادة في السير قدماً نحو التحضر , فليس ثمة مجتمع يصبو إلى النجاح ويسعى إلى النهضة الشاملة يقوم على أكتاف الوافدين إليه وحدهم , فإن لم يكن له سند حقيقي من أبناءه فإن عجلة التنمية فيه لن تواصل مسيرتها , وما تحققه من تقدم بسيط لن يكون وفق التطلعات المنشودة. وأبان الشيخ منصور العُمري أن أبناء المجتمع ورجالاته لن يكونوا قادرين على تبوء ذلك الدور الريادي دون أن يكونوا مؤهلين لمعرفة احتياجات مجتمعهم وتحديد آلية التخطيط لتحقيقها والعمل على توفير أسباب النجاح في تنفيذها والقدرة على تجنب ما قد يصحبها من سلبيات محتملة، موضحاً أن محبة المجتمع لا تكفي للنهوض به , فلابد من توافر الأسباب المؤدية إلى ذلك والدولة آي دولة بأنظمتها وميزانياتها لا تحقق التنمية ما لم تتعاضد السواعد الوطنية بها لحمل الرسالة , وأداء الأمانة , وهذا ما يدعوا الدول أن تستثمر أولاً في بناء العقول كما يحدث في بلدنا – ولله الحمد – حيث تبذل الدولة جهوداً كبرى للارتقاء بمستوى التعليم بكافة مراحله وتتيح الفرصة للتلقي في الداخل والخارج وتبقى دور المستفيد من هذه الجهود والمجتمع الكبير كما هو معلوم يتألف من مجموع الأسر فيه , وعلى كل أسرة أن تهيئ أفرادها ليكونوا ناشطين في خدمة أمتهم ومجتمعهم , صالحين في تطلعاتهم متوافقين في تعايشهم , ومن السبل المثلى لتحقيق ذلك الإعداد تكريم المتميزين في الأسرة علمياً وعملياً , لأن إيقاد جذوة التنافس الشريف بين النشء يولد المزيد من النابغين ويدفع الجميع إلى الأفضل . وأكد أن تكريم من بذلوا جهوداّ عملية طيبة من رجالات الأسرة ، وفاضلاتها في خدمة الوطن ، ومن ذلك من أسهم من أبناء الأسرة العُمرية في الدفاع عن الحدود الجنوبية للوطن ، وخدمة الأسرة يشعر الجيل الجديد من بعدهم أن صنائع المعروف تبقى وأن الخير يذكر فيشكر ما يمثل دعوة لهم للمضي قدما في طريق آباءهم ليواصلوا توكيد الانتماء بوجهه الوضاء ويأخذوا أماكنهم في مجالس العلم والعمل ويضعوا بصماتهم الحسنة فيها ويسطروا سيراً حميدة يذكرون بها والذكر للإنسان عمر ثاني، وقال : إن كل هذا دعانا في الأسرة العُمرية تنظيم مثل هذا الحفل السنوي قياماً بدور الأسرة تجاه المجتمع بالدرجة الأولى ثم تجاه أبناء الأسرة بالدرجة الثانية ويظل هذا التكريم معنوياً لما بذل لأن النجاح في العلم والعمل والقدرة على خدمة الدين والوطن والأسرة لا يعد له ثمن. وأشار إلى أنه في دورتنا الثالثة لجائزة الشيخ صالح بن سليمان العمُري تطلعنا إلى مزيد من التميز فسعدنا برعاية صاحب السمو الأمير المهندس سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود , وهو مثل حي للتميز فهو ينتمي للأسرة الحاكمة – وفقهم الله لكل خير – وتتوافر لديه أسباب الحياة الطيبة والعيش الكريم لكنه أبى أن يركن إلى الدنيا دون أن يكون له أثر حسن فيها , تعلم حتى حصل على أفضل الشهادات وعمل حتى وصل إلى أعلا المناصب , وعايش مجتمعه بكل رحابة صدر وطيب معايشة. وعبّر عن سعادته بتكريم عدد من الأخوة الكرام الذين لم يقف العوق البصري في طريق طموحاتهم , ولم يثنهم عدم الأبصار عن البصيرة وسترون ذلك بأم أعينكم التي افتقدوا مثلها لكنهم رأوا بقلوبهم النيرة ملامح النجاح فسلكوا سبيله فهم يستحقون منا التكريم ونفخر بأنهم تلقوا تدريبهم في قاعة الشيخ صالح بن سليمان العُمري في جمعية العوق البصري ببريده . كما شكر كل من بذل جهداً أو مالاً أو قدم فكراً نيراً لإنجاح هذا الحفل وإظهاره بالصورة اللائقة بمقصده النبيل , كما أخص بالشكر راعي حفلنا هذا صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود , وجميع الحضور الكرام , كما أشكر كل أحبتنا الذي تميزوا هذا العام علمياً وعملياً ولا يفوتني أن اشكر آباء وأمهات أبناءنا الطلاب الذين هيئوا لهم أسباب التميز ، ثم ألقى الشبل جواد بن عبدالمجيد العُمري قصيدة ترحيبية بالحضور ثم عرضت بعض مهارات المكفوفين المتدربين في قاعة الشيخ صالح بن سليمان العُمري (رحمة الله ) بجمعية العوق البصري . بعد ذلك ألقى راعي الحفل صاحب السمو الأمير المهندس سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود قال فيها : إن ديننا الإسلامي الحنيف , قد حثنا على تحصيل العلم من المهد إلى اللحد، وإن كتاب الله الحكيم قد حث على تلمس طريق العلم والتعليم والتدبر والتفكر والتذكر منذ أول آية نزلت في سورة (اقرأ) ولا ريب فإن العلم هو مفتاح كل خير. وأضاف قائلاً : لقد أدركت المملكة العربية السعودية أهمية العلم في بناء الأمة وقوتها، وقيمته في رقيها وتقدمها، فصار من أولى الأوليات في خططها ، ورؤيتها وتطلعاتها منذ عهد المغفور له جلالة الملك عبد العزيز يرحمه الله فلم تدخر وسعاً ولا مالاً ، ولم تأل جهداً في سبيل العلم على نشر وتحقيق فرص التعليم لجميع المواطنين في شتى مناطق المملكة، وفي هذا الوقت نرى عناية واهتمام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بدفع التعليم وطلبته والقائمين عليه إلى الأفضل بجميع الطرق والوسائل التي تحقق الأهداف المرجوة وهذا ليس بمستغرب , لأن هذه العناية تأتي إيماناً منه حفظه الله بأهمية التعليم في حياة الأمم والمجتمعات . واسترسل سموه يقول : لقد لبيت رغبة إخواني وأحبائي أسرة العُمري بحضور حفل جائزة الشيخ صالح ابن سليمان العُمري للتفوق العلمي والعملي تقديراً لأواصر الأخوة والمحبة وقبل ذلك تقديراً للعلم وأهله , ولقد لمست في هذه الجائزة جوانب إيجابية متعددة ، فمع كون هذه الجائزة تحفيزاً للأبناء والبنات على التفوق ففيها مبادرات جيدة تكمن في تخصيص جوائز لخدمة الوطن والعمل التطوعي والخيري والعمل الاجتماعي وتشجيع البحث العلمي, وهذا ينم عن أداء هذه الأسرة والقائمون على الجائزة لواجباتهم الدينية والوطنية والاجتماعية. وقدم سمو الأمير سعود بن عبدالله التهنئة للفائزين بالجائزة لهذا العام منوهاً بفكرة الجائزة ودورها البناء في تفعيل العلاقة بين أبناء الأسرة وأدائها لرسالتها, لأن المجتمع يبنى من الأسر وصلاح الأسر وعنايتها بأبنائها وبناتها فيه انعكاس إيجابي بإذن الله على المجتمع . وقال : إن من تمام سعادتي وحضوري لهذا الحفل مشاهدتي لأبنائي من ذوي الاحتياجات الخاصة في جمعية العوق البصري ، وإطلاعي على ما اكتسبوه من مهارات عملية في الحاسب الآلي بتعاون ودعم من أبناء أسرة العمري، مكرراً في ختام كلمته الإشادة بالجائزة واسم صاحبها وريادته في ميادين الصحافة ، والاقتصاد ، والعمل الاجتماعي وتخليد اسمه في مثل هذا العمل المبارك هو خير تكريم لتاريخه ومنجزاته، سائلاً الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والتوفيق وأن يديم على بلادنا نعمة الرخاء والأمن والإيمان ,والحمد لله رب العالمين . وبعد انتهاء سمو الأمير سعود بن عبدالله من كلمته قام سموه بتوزيع الجوائز على الفائزين بالجائزة في فروعها المختلفة والبالغ عددهم (77) فائزاً وفائزة ، وهي : ( فرع خدمة الوطن ، فرع البحث العلمي ، فرع العمل التطوعي ) كما قدمت الجوائز للمتفوقين علمياً في مراحل التعليم المختلفة وكذلك المرحلة الجامعية وأيضاً الحافظين ، والحافظات لكتاب الله . كما قام سموه بتكريم عدد من أفراد الأسرة الذين كان لهم إسهام كبير في خدمة الأسرة بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة، وكذلك عدد من المكفوفين الذي تلقوا تدريبهم في قاعة الشيخ صالح العُمري لتدريب المكفوفين بمدينة بريدة ، بعد ذلك دُعي الجميع إلى طعام العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة . من جهة أخرى ، عبر صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع عن سعادته بحضوره حفل أسرة العُمري ، وقال : إن اهتمام الأسرة بأبنائها هذا لبنة من الأساس القوي لبناء الوطن ، وأسرة العُمري ، والشيخ المكرم وجائزته ، تدل على اهتمامهم بالعلم والتعليم ، وقد كان يرحمه الله من خيرة رجال العلم في منطقة القصيم وفي المملكة . وأبدى سموه في تصريح له في ختام الحفل تهنئته الأسرة على هذا التنظيم الجيد، وقال : إننا دائماً نردد أن الأسر الكبيرة ، الأسر السعودية التي أسسها المغفور له الموحد الملك عبدالعزيز ، اهتم بالأسرة السعودية ككل ، واهتمامنا بالأسرة الآن على مستوى العوائل هو اهتمام واقتداءً بالمؤسس العظيم .