أثارت الأقاويل الإعلامية، وما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، حول اختلاط مياه الشرب ببيشة بمياه الصرف الصحي، مخاوف المواطنين، وسط حالة من البلبلة والتخبط في ظل عدم تأكيد أو نفي الخبر من قِبل المسؤولين. وقامت "سبق" بدورها بمحاولة استجلاء حقيقة ما أُشيع عن أن مياه الصرف الصحي القادمة من أبها والخميس اختلطت بمياه سد الملك فهد ببيشة، ونقلت ما يدور حول هذا الموضوع، للمتحدث الرسمي باسم المديرية العامة للمياه بمنطقة عسير، المهندس علي القاسمي، والذي أوضح أن المادة الخامسة من نظام مياه الصرف الصحي المعالجة، وإعادة استخدامها الصادر بالمرسوم الملكي، رقم "م /6" وتاريخ 13 / 2/ 1421ه، نصت على: "يمكن التخليص من مياه الصرف الصحي المعالجة المطابقة للمعايير في الأراضي الفضاء أو المجاري الوديان أو المصارف الزراعية ...إلخ".
وبيّن "القاسمي"، أن بعض محطات معالجة مياه الصرف الصحي بأبها، وخميس مشيط، قائمة وتعمل منذ 30 عاماً، وتصرف المياه المعالجة الناتجة منها إلى وادي بيشة، بما يتوافق مع نظام مياه الصرف المعالجة، إضافة إلى أن المسافة بين مخارج المحطات المعالجة مياه الصرف الصحي بخميس مشيط، وسد الملك فهد في بيشة تزيد على "180" كيلومتراً.
وأردف أن جميع محطات المعالجة بمنطقة عسير، تعمل بنظام المعالجة الثلاثية والتي تتيح الري المقيد من هذه المياه، حيث يتم تحليل هذه المياه بشكل يومي، للتأكد من خلوها من أي مضار صحية أو شوائب.
وتابع: توضح نتائج هذه التحاليل سلامة المياه المعالجة التي تصرف إلى وادي بيشة، مؤكداً أن وزارة الزراعة ممثلة في الإدارة العامة لشؤون الري، قامت بأخذ عينات من محطة المعالجة بخميس مشيط، وتحليلها بمختبراتها، دون علم أو تنسيق مع هذه الوزارة، وأوصت باستخدام نواتج هذه المحطات للري المقيد "مثل النخيل، والأشجار ذات الجذور".
واعتبر "القاسمي" أن توصية الوزارة تؤكّد أن المياه المعالجة المصروفة إلى وادي بيشة غير ضارة وتتماشى مع ما ورد في اللائحة، ولا يمكن أن تسبب أي تلوث في الوادي.
وأكمل: كما قامت هيئة الغذاء والدواء بأخذ عينات من مخرج محطة المعالجة بأبها، وتم تحليلها بمختبرات الهيئة، وأوضحت نتائج التحاليل تماشيها مع متطلبات لائحة مياه الصرف الصحي المشار إليها.
وأشار "القاسمي" إلى أنه يوجد بمنطقة عسير آلاف الآبار الخاصة المكشوفة، ويمكن أن تتعرض للتلوث مما يجعلها غير صالحة من الناحية الجرثومية وهذه الآبار لا تستخدم إطلاقاً كمصادر لمياه الشرب، بما في ذلك ما يقع من هذه الآبار في وادي بيشة، لافتاً إلى أن محاولة ربط تلوث تلك المياه المعالجة بمياه هذه الآبار هو استنتاج خاطئ، فالعبرة بنوعية المياه المنتجة من محطات المعالجة أو التنقية، وليس بمياه المستنقعات والآبار المكشوفة التي تتعرض لمختلف أنواع التلوث.
وأكّد أن هناك محطة تنقية قائمة على سد الملك فهد ببيشة، يتم متابعة عملها بكل دقة، ونتائج تحليل المياه المنتجة من المحطة توضح أن مواصفات تلك المياه مطابقة لمواصفات مياه الشرب.
وبيّن أن نقل المياه المعالجة إلى محافظة بيشة جاء بناء على توجيهات من مقام إمارة منطقة عسير، حيث رفع الأهالي في محافظة بيشة طلبهم الاستفادة من هذه المياه، لري أشجار النخيل لدعم زراعة تكاد تنقرض بسبب قلة الأمطار وجفاف الآبار، والاستفادة منها كذلك في إنشاء المنتزه الوطني الذي تقوم عليه وزارة الزراعة، وتعمل الوزارة منذ ثلاث سنوات على تحقيق هذا التوجيه.
وواصل: اعتراضات الأهالي بمنطقة البطنة حالت دون ذلك مدعين بأنها ستلوث آبارهم وتفسد بيئة وادي هرجاب، علماً بأن نقل المياه المعالجة سيكون خلال أنابيب مغلقة ولا تسير في الوادي، وقد استضافت وزارة الزراعة وفداً من أهالي بيشة لاطلاعهم على تجربتها في استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، لأغراض الري في محافظة الأحساء، وذلك تهيئة لتطبيق التجربة في ري النخيل والمزروعات في بيشة.
وأكّد "القاسمي" أن المديرية تؤكّد أن المياه المنتجة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي في أبها وخميس مشيط معالجة للدرجة الثالثة، وليس منها ضرر على البيئة، وصالحة للري "المقيد"، ويتضح ذلك من خلال التحاليل التي أُجريت عليها من الجهات الأخرى المشار إليها، التي تؤيد جميعها نتائج التحاليل التي تقوم بها هذه الوزارة.
وذكر: هذه المياه المعالجة مواصفاتها مطابقة لمواصفات المياه المنتجة في المدينةالمنورةوالأحساء والرياض – على سبيل المثال لا الحصر – التي تستخدم لري النخيل والأشجار ذات الجذور، بل إن مزارعي هذه المناطق يطالبون بزيادة الكميات المتاحة منها، وهو ما تعمل عليه الوزارة وبعض الجهات الأخرى، مثل هيئة الري والصرف الصحي في الأحساء، مما يؤكّد سلامتها بيئياً.