قاد أحد المواطنين أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة الطائف، للكشف عن أحد أكبر مصانع العرق المسكر، بعد أن طلب منه إثيوبي نقل بعض أدوات التصنيع بسيارته للموقع ثم زوده بعبوة من العرق "كعربون تعارف وصداقة " إتجه بها لمقر الهيئة وأبلغهم. وكان المواطن يقود مركبة نقل وأثناء توقفه بإحدى محطات الوقود بالطريق المتجه نحو الشفا اعترضه وافد إثيوبي "مجهول" وطلب منه أن ينقله لوادي ذي غزال بمنطقة الشفا السياحية وقام بتحميل السيارة بمجموعة من أكياس السكر وعبوات من الخميرة الفورية. وأثناء السير بالطريق طرح الإثيوبي على المواطن التعاون معه في نقل بعض ما يحتاجه وأنه سيتصل عليه من أجل ذلك مقابل مبلغ مالي كبير، فوافق السعودي دون أن يعلم عن وضعه شيئاً. وعند وصولهما للوادي طلب الإثيوبي من المواطن البقاء حتى عاد له وأعطاه عبوة مياه معدنية صغيرة بها "عرق مسكر" وقال له: "هذه عربون تعارف وصداقة" فأخذها المواطن وتوجه على الفور لمقر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطائف وأبلغ بما اعترضه. وطلب منه أعضاء الهيئة أن يوافق في حال الإتصال عليه من قبل الإثيوبي على نقل ما يريده. وليل أمس الخميس إتصل عليه الإثيوبي وطلب منه أن يحضر لهم أكياس السكر. وبعد أن علم أعضاء الهيئة بذلك نسقوا مع مخفر شرطة الشفا وتمت الإستعانة بدوريات ورجال أمن بقيادة مدير المخفر المقدم أحمد الزهراني. ووضعت خطة تقوم على أن يوصل المواطن السكر للإثيوبي ثم يتم دهم المكان، وهو ما حدث وأدى إلى مواجهة عنيفة مع ثلاثة من الإثيوبيين يعدون من أخطر عصابات التصنيع، وتمكن أحدهم من الفرار وتم القبض على اثنين كانا يشهران أسلحة بيضاء حاولا بها طعن رجال الأمن وأعضاء الهيئة. وبعد السيطرة عليهما كشفا عن مصنع متكامل للعرق المسكر وتم استخراج 16 برميلاً سعة 500 لتر مدفونة بباطن الوادي مع مجموعة من الجوالين الفارغة كانت في طريقها للتعبئة. وتم إتلاف كمية العرق المسكر التي زادت عن 8000 لتر، فيما استلم المخفر الرجلين الإثيوبيين اللذين يخضعان للتحقيق. وعلمت "سبق" من مصادر أمنية أن الإثيوبيين اعترفا بأنهما يستوليان على مياه الآبار والخزانات خلال فترة الليل من أجل استخدامها في تصنيع العرق المسكر، مؤكدين أنه لا أحد يستطيع منعهما كونهما يشكلان خطورة وقوة ضاربة بالمنطقة. وقالا إن منطقة الشفا السياحية بالطائف باتت معروفة لديهما في بلادهما إثيوبيا كون العمالة الإثيوبية منتشرة بها بكثرة معتبرينها مقراً رسمياً لهم عند حضورهم للمنطقة عن طريق اليمن وبعض مناطق الجنوب تسللاً. يذكر أن الهيئة بالطائف كان لها اليد الطولى في الكشف عما يزيد على 150 مصنعاً للعرق المسكر والقبض على أكثر من 700 إثيوبي يعملون في صناعة الخمور والترويج لها، وتم إتلاف أكثر من مليون ونصف المليون لتر من العرق المسكر معظمها كانت مدفونة بباطن الأودية والمزارع وبالجبال.