طالب أمير منطقة مكةالمكرمة مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز وسائل الإعلام بالتصدي لمحاولات التشويش والتقليل من من حجم المشاريع، وقال: "إن حكومة خادم الحرمين تُولي اهتماماً خاصاً بمنطقتنا التي تضم أطهر بقعة على وجه الأرض مكةالمكرمة مهوى أفئدة المسلمين وتضمّ المشاعر المقدسة. هذا الاهتمام بَرَز من خلال إطلاق وتنفيذ العديد من مشاريع التنمية في المنطقة، وأضاف قائلاً: وعلى رأس تلك المشاريع مشروع الملك عبدالله لتوسعة الحرمين الشريفين، بالإضافة للعديد من المشاريع الأخرى في جدةومكة والطائف وبقية المحافظات؛ حتى أصبحت منطقة مكةالمكرمة ورشة عمل لا تتوقف فيها هذه المشاريع، وتتطلب منا جميعاً دعمها وإبرازها؛ كونها مشاريع تصبّ في مصلحة الوطن والمواطن، وتحقق تطلعات قيادتنا الرشيدة لتطوير هذه المنطقة في كل المجالات". وقال أمير مكةالمكرمة: "لا يمكن أن تتحقق التنمية دون الإعلام؛ لأن للإعلام دوراً مهماً ومؤثراً في إبراز المشاريع التي تُنَفّذ، وتسليط الضوء عليها والتفاعل معها بصورة إيجابية، كما أن وسائل الإعلام المتنوعة تمثل قناة للتواصل بين القائمين على هذه المشاريع والمستفيدين منها، من خلال نقل المعلومة السليمة، وبث روح التفاؤل والأمل والتصدي لمحاولات التشويش والتقليل من من حجم هذه المشاريع وأهميتها".
وأضاف: "لقد ازدادت أهمية الإعلام اليوم، بعد بروز وسائل الاتصال الاجتماعي الحديثة، وتناقل المعلومات والأخبار في لحظات، وزدياة محاولات التشويه المستمرة لهذه المشاريع؛ الأمر الذي يتطلب أن يكون المواطن على اطلاع دائم بالمعلومات الصحيحة لهذه المشاريع ومراحل تنفيذها وما وصلت إليه، والحصول عليها من مصادرها الرسمية ونقل الصورة الحقيقية لها".
جاء ذلك خلال استقبال أميرمنطقة مكةالمكرمة مساء أمس، جمعاً من الأهالي والأدباء والمثقفين ورجال الإعلام بالمنطقة بقصر المؤتمرات بجدة، وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة.
وألقى بعد ذلك الدكتور محمد بن مريسي الحارثي كلمة بهذه المناسبة، أعرب فيها عن سعادته بالمشاركة في هذه الليلة الطيبة المباركة، التي يلتقي فيها الجميع على الحب والوفاء والإخلاص واللُّحمة الوثيقة بين المسؤول والمواطن.
وقال: "في مثل هذا الموقف لا بد لنا أن نتحدث عن هذه الدولة الفتية التي رسم خارطتها الإمام العادل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله، وبنى بعده أبناؤه الملوك العظماء تلك البنية التي أسسها وشيّدوا بنيانها عالياً للوصول -إن شاء الله- بهذه الدولة إلى العالمية".
وأضاف يقول: "إن هوية هذه الدولة قامت على أساس وحدة الدين، وهذه الوحدة هي الإطار التأسيسي للوحدات الأخرى لبناء هذا الوطن، إلى جانب اللحمة الشعبية للمجتمع الذي كان قبل قيام هذه الدولة أشتاتاً متفرقة، وأصبحت بعد قيامها بنياناً متآلفاً، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على هذا المجتمع وعلى هذه البلاد، إضافة إلى الوحدة الوطنية التي صهرت القوميات والبيئات؛ فتخلّق وطننا رائعاً يحمل جسداً واحداً وروحاً واحدة، وكل هذه الوحدات قام عليها البناء لهذه الدولة المباركة واستقام؛ حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من تطوير".
وأبان الدكتور الحارثي أن المتابع للخطط التنموية للمملكة العربية السعودية يرى كيف استقام عودها؛ نظراً للتخطيط والإعداد والتنفيذ القائم على معايير الصنعة المتقنة وصنعة الأفكار والأهداف؛ حتى وصلنا إلى هذا الإنجاز الذي وصل بهذه الدولة بتوفيق من الله عز وجل إلى مصافّ الدول المتطورة.
إثر ذلك ألقى رئيس النادي الأدبي بجدة الدكتور عبدالله السلمي كلمة قال فيها: "يا سمو الأمير تعلمنا من والدنا خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أن نتنفس الحياة وطناً ووطنية، وندرك ما وجّهنا به ولي العهد في لقائه برؤساء الأندية الأدبية في رمضان الفائت، حينما قال: مسؤوليتكم كبيرة، والأندية الأدبية رافد مهم لبناء الإنسان السعودي وتنمية ثقافته وتعزيز لُحمته الوطنية".
وبيّن أن الأندية الأدبية تُعَد من أهم المنابر الموجهة للجيل، وهي مرآة حقيقية للتنمية؛ فقد أدركت قيادتنا أهمية هذه المنطقة المقدسة -منطقة مكةالمكرمة- فوجهت قبل أربعين عاماً بإنشاء ثلاثة أندية أدبية في ثلاث مدن من مجموع ستة أندية أدبية، أُقرت على مستوى المملكة في ذلك الوقت؛ لأن هذه المنطقة منجم ثري بالإبداع والثقافة.
وقال رئيس نادي جدة الأدبي: "إن الأندية الأدبية تطمح وتتطلع لأن تكون رائدة وفاعلة في ظل تسلّمكم قيادة المنطقة؛ فقد عَهِد منكم وعنكم -وأنت الشاب المثقف الواعي- دعمكم للمؤسسات الثقافية لنكون معاً في البناء والنماء والشراكة، مستحضرين خطاب سموكم في منتدى جدة الاقتصادي قبل أيام، حينما وضعتم أساساً لمسؤولياتنا القادمة من ضرورة تأهيل الشباب وتمكينهم من إدارة دفة التنمية".
ثم أُلقيت كلمة المثقفين ألقاها الأديب الدكتور عاصم حمدان أكّد فيها ضرورة أن يكون الشباب محوراً وهدفاً رئيساً في عملية التنمية؛ فهو جيل اليوم الذي له اهتماماته وطرق تفكيره ووسائل حياته المختلفة كلياً عن طرق تفكيرنا ووسائلنا.
وبيّن أن العِقد المنصرم شهد تغيرات كثيرة ليس في مجتمعاتنا وحدها؛ بل في المجتمعات العالمية التي تشهد انعطافات هامة في كل مناحي الحياة؛ وذلك يتطلب منا تكثيفاً في الجهود المبذولة في تنشئة هذا الجيل تربوياً وثقافياً وفكرياً وأدبياً.
عقب ذلك ألقت الأستاذة آسيا آل الشيخ كلمة أوضحت خلالها أن التنمية -أياً كانت: اجتماعية أو اقتصادية أو بيئية- لا تحتمل إلا أن تكون بشراكة أساسية بين أفراد المجتمع؛ مشيرة إلى أن على رأس هذه المقومات وهذه الشراكة وعي المواطن في الدرجة الأولى بالفائدة المرجوة لهذه الشراكة في البناء والتخطيط؛ لتطوير هذه المؤسسات لتقديم خدماتها التطويرية.
وتطرقت إلى دور الإعلام المحلي، واعتباره أهم المؤسسات المشاركة والداعمة لخطط التنمية في هذه البلاد؛ لقدرته على الوصول إلى كافة أفراد المجتمع ومؤسساته، من خلال وسائله المختلفة والفعالة لنشر ثقافة الشراكة والمشاركة بين الفرد والمؤسسات المجتمعية.