فشلت جهود 26 دولة في حل لغز اختفاء الطائرة الماليزية، بعد مضي 11 يوماً على اختفائها، بالرغم من استخدام أحدث نظم البحث والتكنولوجيا في عصر الهواتف الذكية، كان آخرها إعلان الصين أمس رسمياً استخدام 21 قمراً صناعياً لتتبع والتقاط أي إشارة من المحتمل أن تصدر عن الطائرة، بالإضافة إلى اتباع وكالات ولجان البحث العالمية أساليب التحقيق المتطورة للعثور على أي خيط يوصل إلى حقيقة الأمر، ما دفع وكالات الاستخبارات العالمية الأمريكية والبريطانية والفرنسية والأوربية، لربط اختفاء الطائرة الماليزية بمفهوم الإرهاب العالمي. وبدورها أشارت صحيفة" نيويورك تايمز" بناء على احتمالات المحققين الأمريكيين إلى تورط فرع تنظيم القاعدة في جنوب شرق آسيا في تجنيد طيارين تجاريين لاختطاف وتحطيم الطائرات، وذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن اختفاء الطائرة ربما كان منظماً وذلك لاستخدامها في عملية تفجير أخرى على غرار تفجير برجي التجارة العالميين في أحداث 11 فبراير عام 2001، وأشارت صحيفة "الإندبندنت" إلى احتمال تعرض الطائرة لعمل إرهابي من قبل عدد من المهاجرين غير الشرعيين بالشرق الأوسط، واستخدامهم لجوازات سفر مزورة في تنقلهم، كما أوضحت "التليجراف" البريطانية أن أحد المنتمين لتنظيم القاعدة تحدث لمحكمة بريطانية عن قيام أربعة ماليزيين متشددين بالتخطيط لاختطاف الطائرة، وركزت أخيراً جهود الاستخبارات الأمريكية على قائد الرحلة ومساعده، وأثارت بعض الأسئلة حولهما في ما يتعلق بانتمائهما السياسي.
وفي سياق مشابه يتحدث عن فشل أمني ذريع لرادارات وأنظمة حماية ودفاعات عدد من الدول التي ربما مرت بها الطائرة، أشار خبير الطيران ديفيد ليرمونت إلى أنه في حال اكتشاف طائرة مجهولة الهوية عبرت أجواء بعض الدول الآسيوية ولم تقم رادارات تلك الدول بالتقاطها أو اعتراضها، فإنه يعبر عن فشل أمني ذريع لأنظمة دفاع تلك الدول.
ومن جهة أحدث ما توصل إليه البحث عن الطائرة، ذكرت مجموعة من القرويين بجزر المالديف، مساء أمس أنهم شاهدوا طائرة بيضاء بها خطوط حمراء تشبه طائرة الخطوط الماليزية، تحلق على ارتفاع منخفض، وذلك حسبما ذكره القرويون في جزيرة كودا هوفادهو في جزيرة دال المرجانية خلال مقابلة مع صحيفة هافيرو بجزر المالديف. وبينت مصادر دولية أنه بعد التدقيق في حاسوب قائد الطائرة تبين أن الاختفاء لم يكن مخططاً.
وعلى أثر اختفاء الطائرة العاملة في الأسطول الجوي الماليزي الذي كان يحظى بالمركز 23 على قائمة الشركات الدولية الأكثر أماناً، تراجع ترتيب الأسطول إلى المركز 42، وذلك حسب تصنيف النقل الجوي (أي تي ار أي) السويسرية المتنقلة.
يذكر أن طائرة البوينغ، التي كان على متنها 227 راكباً، وطاقم مؤلف من 12 فرداً، اختفت في وقت مبكر من السبت قبل الماضي، وهي في طريقها من كوالالمبور إلى بكين، بعدما فُقد الاتصال بها فوق المياه الواقعة بين ماليزيا وفيتنام.
وتُذكرنا الواقعة باختفاء طائرة إير فرانس التي لم يُعثر على هيكلها إلا بعد عامين من تحطمها، واختفت في نفس منطقة اختفاء الطائرة الماليزية.