حذّر مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كِبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، الدعاة إلى الله، من الانزلاق في الدعوات السياسية والسرية والمشبوهة، والتي قد تخل بالدعوة وأمن المجتمع. وخص مفتي المملكة، من التحذير من الدعوة إلى جماعة معينة أو فئة معينة حيث يناظر لها الداعية ويوالي لها ويدعو اليها ويوالي، ويدعو لأهداف هذه الجماعة غاضاً نظره عن أخطائهم ومساوئهم أحق هي أم على باطل، والدعوات التي تخالف منهج الكتاب والسنة وما عليه سلف هذه الأمة.
وتابع "آل الشيخ": "ومن المخالفات الدعوية أن يكون للدعوة لها جانبان ظاهري وخفي لا يعلمه إلا تلك الجماعة والمنتسبون إليها، ولا شك أن هذا خطأ عظيم وإن تظاهروا للدعوة للحق وللكتاب والسنة"، مشيراً إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان واضحاً في دعوته يعلم أعداؤه حقيقة ما يدعو إليه، فدعوته عليه السلام ليس لها أمور سرية ومشبوهة وخطيرة.
وقال مفتي المملكة: "فليحذر الدعاة من أن تكون دعوتهم سياسية والتي قد تكون خدمة لأعداء الإسلام فلا تنفع الأمة ولتكن الدعوة صريحة وواضحة المبادئ، وأن تكون لوجه الله، قال تَعَالَى "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّه وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ".
وأوضح "آل الشيخ"، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم، بجامع الإمام تركي بن عبدالله بمنطقة قصر الحكم وسط مدينة الرياض: "إن الدعوة إلى الله مهمة شريفة، ولها فضل عظيم".
وعدّد مفتي المملكة في هذا الصدد آداب وأسباب نجاح الدعوة وقبول الناس لها، والتي تتمثل بالإخلاص لله في دعوته، وإصلاح الخلق وتقويم أخطائهم وتوجيههم للطريق السليم، والتسلح بالعلم، الدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة، ومخاطبة الناس على قدر أفهامهم ومقامهم واختيار الأسلوب المناسب لكل فئات المجتمع، الابتداء بالأولويات، واستغلال كل وسيلة لتبليغ الدعوة كوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ووسائل التواصل الاجتماعي ك"تويتر".
ودعا "آل الشيخ"، المغردين للدعوة إلى الله وكتابة الخير، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، واجتناب العنف والغلظة، وعدم احتقار المدعوين وإظهار محبتك لهم، والتمسك بالصبر والأناة والتواصي بالصبر والتحمل على شدائد الدعوة، وعدم الملل والسأم من السير في طريق الدعوة، وأن يكون الداعية قدوة صالحة لمن يدعوهم فيجب أن تتطابق أقواله مع أعماله ويكون أسبق الناس لما يدعوهم إليه من الخير.