رفض الكاتب الصحفي راشد محمد الفوزان تصريحات رجل الأعمال الشيخ صالح كامل، التي شبّه فيها سوق الأسهم السعودية "بالقمار"؛ قائلاً: نحن بلد إسلامي لا يقبل من "الأساس" لعبة القمار، وإطلاق مسمى "قمار" على سوق الأسهم هو مبالغة كبيرة؛ فأسواق الأسهم في كل دول العالم، ويمكن وصف بعض الممارسات ب "الطمع والجشع". وفي مقاله "مضاربات الأسهم ليست قماراً" بصحيفة " الرياض" يقول الفوزان: "أكمل أيضاً اليوم بتصريحات رجل الأعمال المعروف صالح كامل عن سوق الأسهم الذي شبهه (بالقمار)؛ طبقا لتصريحه".
ويعلق الفوزان قائلاً: "أعتقد هذه مبالغة كبيرة من شخصية تجارية نحترمها ونقدرها ولها مكانتها؛ فنحن ببلد إسلامي لا يقبل من الأساس لعبة القمار بأي صورة كانت، وطبعاً الشيخ صالح يقصد "الممارسات" التي يمارسها الكثير بسوق الأسهم من تداولات يومية؛ ولكن لا يمكن القول إنها "قمار" أو "ميسر"؛ فالقمار والميسر هما بمعنى واحد.. القمار هو رهان إما ربحاً أو خسارة ولمرة واحدة ولحظية، بمال مقابل مال أو نحو ذلك. يقول الله تعالى في كتابه العزيز {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ} (المائدة:90-91).
ويضيف "الفوزان": "هذا نص قرآني بالتحريم "للقمار والميسر"، والتداول اليومي للأسهم لا يجب التعميم على أنه "قمار"، ولا يعني أنه لا توجد ممارسات خاطئة وسلبية ومضرة؛ ولكن الرؤية يجب أن تكون على "الشمولية" في الأثر الذي أرى أنه إيجابي من حيث ليس كل بائع خاسراً ولا كل مشتر رابحاً، لا أحد يضمن شيئاً؛ فهي شركات ممثلة برؤوس أموال من خلال أسهم، أما القمار لا شركات ولا أسهم، ورق بورق، مال بمال، وهذا هو الجشع والطمع بعينه، الأسهم لها سلبيات ومراهنون على البحث عن ربح سريع وقروض وغيره؛ ولكن لا يعني إفلاساً بالضرورة، وهي قلة، وهنا يأتي دور المشرع بوضع قوانين تحمي أكثر وتَحُدّ من الخسائر".
ويؤكد "الفوزان" أن "إطلاق مسمى "قمار" على سوق الأسهم السعودية هو مبالغة كبيرة، ونحن "بالمملكة" لسنا الوحيدين في هذا العالم بهذه الممارسة؛ فهي أسواق دولية؛ ولكن "الطمع والجشع"، وهي أنسب عبارة برأيي، هي التي يمكن أن تُطلَق على ما يحدث بالسوق".
ويُنهي الكاتب قائلاً: "القمار مكانه بعيد هناك في صالات الفنادق وملاعب القمار، وهي ليست ببلادنا ولله الحمد، و"الشيخ صالح" يدرك ذلك، وهو من نستفيد من طرحه ورؤية كأبرز رجال الأعمال لدينا، ونحترمه ونقدره ولا شك".